ليس جديدا ارتكاب العدو مجزرة المستشفى، ولا داعي للاستغراب، ولكن قد يستغرب أحدهم أن يرتكب العدو مجزرة بهذا الحجم ثم يتهم بريئا، فهذا أيضا لا غرابة فيه، وليس جديدا على القوم، فقد قتلوا في زمن موسى عليه السلام، قتيلا وألقَوه في حي آخر، ليرثوا القتيل وليأخذوا ديته من أهل ذلك الحي، ثم جاؤوا لتعجيز موسى عليه السلام بسؤال: مَن قتل ذلك القتيل.
2- فعلا الخطة مدروسة في عالم جبان عديم الأخلاق والإيمان، ولكن الله تعالى استدرجهم من حيث لا يعلمون، وأمرهم أن يذبحوا بقرة، وضربوا الميت ببعضها، فنطق بالحق وخذلهم الله، وهدم مشروعهم الحداثي الذرائعي النفعي على ركام الأخلاق، وإن حُق لنا أن نستغرب، فلا نستغرب من يهود، بل نستغرب بسؤال: ما الذي جاءت به الحداثة النفعية الذرائعية على هذه الإنسانية المحطَّمة زيادة على صناعة التزوير والتلفيق واتهام أمتنا العظيمة بما هي بريئة منه، سبحان مَن قال (هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ).