يحرص بعض الأشخاص على جمع الكثير من الأشياء والعناصر والاحتفاظ بها، حتى الأشياء التي تبدو عديمة الفائدة أو ذات قيمة قليلة بالنسبة لمعظم الناس تكون ذات أهمية للإنسان المصاب بالاكتناز القهري.
ويعتمد مريض الاكتناز القهري على الاحتفاظ بالعناصر مما يُسبب زحاماً في مساحات المعيشة ويمنعه ومن معه، من استخدام الغرف بشكل جيد. وتسبب هذه العناصر الضيق أو المشاكل في الأنشطة اليومية.
أعراض الاكتناز القهري
-صعوبة التخلص من العناصر؛
-كمية كبيرة من الفوضى في المكتب أو المنزل أو السيارة أو في الأماكن الأخرى (أي وحدات التخزين)، مما يجعل من الصعب استخدام الأثاث أو الأجهزة أو التنقل بسهولة؛
-فقدان أشياء مهمة مثل المال أو الفواتير في الفوضى؛
-الشعور بالإرهاق بسبب حجم الممتلكات التي تملأ المنزل أو مساحة العمل؛
-عدم القدرة على التوقف عن أخذ العناصر المجانية، مثل النشرات الإعلانية أو عبوات السكر من المطاعم؛
-شراء الأشياء لأنها "صفقة" أو "للتخزين"؛
-عدم دعوة الأهل أو الأصدقاء إلى المنزل بسبب الخجل أو الإحراج؛
-رفض السماح للناس بالدخول إلى المنزل لإجراء الإصلاحات.
آثار الاكتناز القهري
تهدد الفوضى الشديدة صحة وسلامة من يعيشون في المنزل أو بالقرب منه، مما يسبب مشاكل صحية وأضراراً هيكلية وحرائق قد تؤدي إلى الموت.
وهناك بعض العوامل تجعل التخلص من الفوضى أمراً صعباً بالنسبة للمكتنزين، أبرزها ما يلي:
-صعوبة في تنظيم الممتلكات.
-مشاعر إيجابية قوية بشكل غير عادي (الفرح، البهجة) عند الحصول على أشياء جديدة.
-مشاعر سلبية قوية (الذنب، الخوف، الغضب) عند التفكير في التخلص من الأغراض.
-معتقدات قوية بأن العناصر "قيّمة" أو "مفيدة"، حتى عندما لا يريدها الآخرون.
-الشعور بالمسؤولية تجاه الأشياء وأحياناً التفكير في الأشياء بأن لها مشاعر.
-إنكار وجود مشكلة حتى عندما تتعارض الفوضى أو الاستحواذ بشكل واضح مع حياة الشخص.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالاكتناز القهري
يمكن أن تبدأ سلوكيات الاكتناز في وقت مبكر من سنوات المراهقة، على الرغم من أن متوسط عمر الشخص الذي يبحث عن علاج للاكتناز يبلغ حوالي 50 عاماً. وغالباً ما يعاني المكتنزون من صراع مدى الحياة مع الاكتناز، فهم يميلون إلى العيش بمفردهم وقد يكون لديهم أحد أفراد العائلة يعاني من المشكلة نفسها.
ويبدو من المحتمل أن تكون مشكلات الاكتناز الخطيرة موجودة لدى واحد على الأقل من كل 50 شخصاً، ولكنها قد تكون موجودة لدى ما يصل إلى واحد من كل 20 شخصاً.
الفرق بين الاكتناز وتجميع الأشياء
في عملية الاكتناز، نادراً ما يسعى الناس إلى عرض ممتلكاتهم، والتي عادةً ما يتم الاحتفاظ بها في حالة من الفوضى، أما أثناء التجميع، عادةً ما يعرض الأشخاص ما يجمعونه بفخر ويحافظون عليه على نحو منظّم وجيد.
علاج الاكتناز القهري؟
يمكن علاج الاكتناز القهري، ولكن لسوء الحظ، لم يستجب الاكتناز القهري بشكل جيد للعلاجات المعتادة التي تعمل على علاج الوسواس القهري، بينما تشمل إستراتيجيات علاج الاكتناز ما يلي:
-تحدي أفكار ومعتقدات المكتنز حول الحاجة إلى الاحتفاظ بالأشياء وجمع أشياء جديدة.
-الخروج دون شراء أو التقاط أشياء جديدة.
-التخلص من الفوضى وإعادة تدويرها، سواء من خلال التدرب على إزالة الفوضى بمساعدة طبيب أو مدرب ثم إزالة الفوضى بشكل مستقل.
-البحث عن مجموعة دعم والانضمام إليها أو التعاون مع مدرب لفرز الفوضى والحدّ منها.
-استيعاب وتقبل فكرة أن الانتكاسات يمكن أن تحدث.
-وضع خطة لمنع الفوضى المستقبلية.
هل هناك أدوية يمكن أن تساعد في تقليل الاكتناز؟
لا يبدو أن الأدوية وحدها تقلل من سلوك الاكتناز القهري، ورغم ذلك فهي قد تساعد في تقليل الأعراض. ويمكن استخدام الأدوية لعلاج الحالات التي قد تجعل الاكتناز أسوأ، مثل الاكتئاب والقلق.
ولا تزال العلاجات القائمة على الأدلة لاضطراب الاكتناز قيد البحث والتطوير، ولكن ظهرت العديد من العناصر الواعدة كممارسة ناجحة، فغالباً ما يجد الأطباء أقصى استفادة من استخدام مجموعة من أنواع العلاج الموضحة أدناه مع عملائهم:
-العلاج السلوكي المعرفي (CBT): وهو نوع من العلاج الذي يساعد الأفراد على فحص طريقة تفكيرهم وتصرفاتهم، وتغيير عمليات التفكير أو السلوكيات التي قد تكون مشكلة.
-تتضمن عناصر العلاج المعرفي السلوكي المحددة المشاركة في علاج الاكتناز القهري، تقييد الاكتساب وممارسة الفرز والتخلص وإعادة الهيكلة المعرفية لتحدي الأفكار والمعتقدات حول الارتباط بالأشياء.
-المقابلات التحفيزية (MI)؛ وهي تقنية تسعى إلى زيادة قابلية الفرد لإحداث تغييرات إيجابية في سلوكه.
ويعمل الذكاء الاصطناعي على زيادة الحافز من خلال مساعدة الفرد على ربط قيمه وأهدافه بسلوكياته، والبحث عن طرق لتغيير السلوكيات التي لا تتماشى مع هذه القيم والأهداف.
يعمل دواء الاكتناز القهري على تغيير كيمياء ونشاط دماغ الفرد، فهو يمكن أن يمكِّن الفرد من أن يكون أكثر قدرة على المشاركة في عملية العلاج، سواء عن طريق تحسين حالته المزاجية أو عن طريق تقليل القلق الشديد لديه.