شعراء وفنانون قتلتهم آلة الإبادة الإسرائيلية مع عائلاتهم في غزة. من هم؟ وكيف وثقوا الحياة الفلسطينية وعدوان الاحتلال على القطاع ومنهم الفنانة هبة زقوت ...
ترسم هبة زقوت البلاد بألوانها المفرحة، فتحتضن القدس والمسجد الأقصى بريشتها. كما رسمت كثيراً المرأة الفلسطينية الصامدة في أرضها. في إحدى لوحاتها، تطل امرأة تحمل غيتاراً وتغمض عينيها. كتبت هبة أعلى اللوحة على صفحتها على "فيسبوك": "نعيش حياتنا كأنغام من الموسيقى، أحياناً تكون الموسيقى صاخبة، وأحياناً تكون هادئة، هذه هي الحياة".
وفي لوحة أخرى ترسم شجرة زيتون متجذرة في الأرض، وتكتب هبة على اللوحة: "عندما كنت صغيرة، كان موسم الحصاد مميزاً عندي، كنا نجتمع كأفراد العائلة ونقطف الزيتون، تحفظهم أمي مع قطع الليمون، شكراً أمي".
هكذا كانت زقوت تؤرخ لحظاتها مع شجر البلاد وهوائها وأمكنتها الحميمية الدافئة، لتحضنها البلاد في لحظة الشهادة. وهي المولودة في قطاع غزة، استشهدت مع ابنها أثناء القصف الإسرائيلي على القطاع. درست زقوت الفنون الجميلة في كلية الفنون الجميلة في جامعة الأقصى، وشاركت في معارض دولية وعالمية.
رسمت هبة الحكاية التي لا يمكن للاحتلال محوها. فالبيوت المتلاصقة في لوحات هبة ما زالت واقفة، وغزة التي في اللوحة هي أكبر من مدينة، إنها غزة التي تقاوم.
لهبة زقوت معرض فردي وحيد سمته: "أطفالي في الحجر الصحي"، حاولت من خلاله التعبير عن حالة الحصار التي يعيشها الفلسطينيون وقد قالت يوماً عن فنها: "أحاول من خلال أعمالي الدفاع عن حقنا كفلسطينيين في العيش بحياة أفضل"