قال الخبير التربوي الدكتور محمد أبو عمارة، إن دور المعلم لم يعد اعتياديا في ظل الحرب العالمية الظالمة على غزة.
وأضاف أبو عمارة في حديث لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، الخميس، أن المعلم الأردني يعيش أجواء صعبة من المشاهد اليومية للإبادة الجماعية على أهل غزة.
وأفاد أن الطلبة يتابعون بكل اهتمام وانتباه ما يجري في غزة، مشيرا إلى متابعة الأهل للأخبار ووصول المعلومة والمشهد بشكل أو بآخر للطلبة.
وأوضح أبو عمارة أن دور المعلم مهم للغاية في إشعار الطلبة بالطمأنينة، لأن كثير من الطلبة يشعرون بالخوف منذ بدء الحرب على غزة وشعورهم بالرهاب إثر المشاهد التي يرونها عبر أي طريقة كانت.
وأردف أنه على المعلم التوضيح للطلبة أن الحرب بعيدة، ليخفف من حدة التوتر لديهم خاصة الفئة العمرية الصغيرة.
وتابع ابو عمارة أنه على المعلم السماح للطلبة بالنقاش حول الحرب والتعبير عما يجول بداخلهم واحترام رأيهم، لأنهم واعون بما يحيط بهم من أحداث.
وبين أبو عمارة أن التربوي يتحمل زمام المسؤولية بإثارة قضية الحرب على غزة والظلم الذي تتعرض له، وأن أميركا هي صدى لهذا الكيان المحتل، والعمل على إظهار الوجه الآخر للعالم وأنه أحادي القطب، وأن أميركا هي غلاف تقوده الحركة الصهيونية.
فلا ضير، وفق أبو عمارة، من مناقشة الوضع السياسي الحقيقي لوجه العالم مع الطالب، وإيصال فكرة بأن الحضارة الغربية التي يتشدق بها أصحابها ويميل لها أبناءنا الطلبة ما هي إلا أكذوبة كبيرة،
لأنهم أثبتوا أنهم على أرض الواقع لا يلتزمون بما يقولون، ويكيلون بمكيالين.
وأضاف أنه من واجب المعلمين تنمية الوازع الإنساني داخل الطلبة بدعم الأهل في غزة من خلال عدة بنود أولها المقاطعة للشركات الداعمة للاحتلال، مبينا أنه يجب أن نعلّم أبناءنا أن الكيان المحتل عموده وسيطرته نابعة من قوته الاقتصادية وعند القيام بالحد الأدنى من الجهاد من خلال المقاطعة فهي لا تقل أهمية عن الجهاد بالسيف، وأثبت الأردن قدرته ونجاحه على ذلك.
وأفاد أن الجهاد الآخر هو بالكلمة عن طريق الاتاحة للطلبة بالتعبير عبر الإذاعة المدرسية ووسائل التواصل لرفضهم العدوان الغاشم على الفلسطينيين.
وحول دور المدرسة، أكد أبو عمارة أن بإمكانها إقامة العديد من الفعاليات التي تزرع لدى الطلبة وازع التكافل مع الأهل في غزة من خلال الرسم والفن والمسرحيات والشعر والقصائد والإذاعة المدرسية، وأفكار عديدة.
وبين أن المعلم عليه دور كبير في زرع أن النصر وشيك للمقاومة في نفوس الطلبة رغم الحرب غير العادلة، وأن هناك أبطالاً يضحون بأنفسهم واجسادهم وأولادهم ومنازلهم فداء للعقيدة وللوطن المغتصب منذ 75 عاماً، مشيرا إلى ضرورة زرع الأمل وعدم اليأس وأن ما حققته المقاومة إنجاز عظيم بتحريك القضية الفلسطينية لدى المجتمع ككل وإعادة بناء جيل مثقف وواعي ومؤمن بقضيته ويسعى لإعادة الوطن المحتل.
وأكد أنه يجب حث الطلبة على تقديم التبرعات عبر الهيئة الخيرية الهاشمية لدعم الأهل في غزة.
وبين ابو عمارة أن دور التربويين يجب ألا يكون محايدا، بل أن يكونوا مع الاهل في فلسطين الشقيقة من قوة لسان وكلمة ومساعدة مالية، وعن طريق كشف زيف افتراءات الاحتلال ونواياهم الخبيثة.