2024-05-17 - الجمعة
وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله. nayrouz أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء nayrouz فكرة مجنونة.. الكشف عن خطة سرية أمريكية لإيقاف دوران الأرض عند نشوب حرب نووية!! nayrouz أردوغان يتنبأ بنهاية شنيعة لـ‘‘جزار غزة نتنياهو’’ nayrouz القبض على نائب كويتي بعد تدخله في صلاحيات الأمير nayrouz طقس مناسب في الأردن لـ"حفلات الشواء" اليوم الجمعة nayrouz إحباط محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من سوريا nayrouz بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية nayrouz حقائق عن جزر المالديف nayrouz وفيات الأردن اليوم الجمعة 17-5-2024 nayrouz ضربة قوية للنادي الأهلي السعودي nayrouz سلطة العقبة: نفوق كميات من صغار الجمبري على الشاطئ nayrouz الأمير فيصل بن الحسين يرعى حفل افتتاح مقر الاتحاد الأردني للرياضات الإلكترونية nayrouz إصابة بإطلاق نار خلال مشاجرة في الرمثا nayrouz كتيبة الراجمات 29 الملكية تنفذ تمريناً مشتركاً HIRAIN (صور) nayrouz واشنطن تعلن إنجاز الميناء العائم قبالة غزة nayrouz بسبب الخوف.. وفاة طالب أثناء أداء امتحان في مصر‎ nayrouz للمرة الأولى.. كندا تعاقب مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية nayrouz وحدة الإصابات والحوادث تقيم اليوم العلمي الدولي الأول لأبحاث الإصابات والحوادث(صور) nayrouz صحف إسرائيل: دعوات لإفناء حماس وهجوم لافت على مصر nayrouz

فقيد الكرم والطيب ( محمد اليعقوب )

{clean_title}
نيروز الإخبارية :

بقلم الباحث الإعلامي : عدنان متروك شديفات

وداعاً يا صاحب العطاء والقلب الطيب النابض الذي توقف بعد أن رعى المساكين وأواهم ووفَّى وكفَّى بدينه وأخلاقه لعقود من الزمن دون أن يترك خدشاً أو قدحاً أو ضغينة في قلب أي أحد، وداعاً لمن توثقت به علاقتنا خلال فترة صعبه في حياتنا فكان نعم العم الكبير، فقد عرفته صابرًا محتسباً عند الضيق والشدة وشاكراً وممتناً عند الفرج والسعة معلماً للطيب والكرم والجود ، فبين ضجيج المسافات وصوت المساكين انتهت الحكاية أو ربما انتهت معها سبعون عاماً من الطيب والعنفوان والكرم، جاءنا الخبر على عجل ومغلف بالحزن والصبر، فقد رحل أبو المساكين والطيبين والبار فيهم ... رحل على عجل ودون إستئذان وهل يمل منك يا راعي الطيب ... وقد جاءؤا من كل حدب وصوب المعزين من عمان جنوباً الى مصر شمالاً الى جنوب شرق أسيا من ماليزيا وكل بقاع الدنيا انتشر الخبر كالنار في الهشيم ولم نقوى... ولم ينفك صاحب الذكرى وهو يسكن القلوب لكل من عاشروه ودخلوا بيته أو رافقوه او حتى تعاملوا معه من ذكره الطيب على ألسنتهم وبعد أربعين يوماً من المرض الذي هزه وهو صعب المراس احياناً ، وبالرغم من ذلك امتلات المآقي بالدموع أحياناً اخرى ، وقد تهيأ للوداع بعد أن شرب شربةً هنيئة لعلها من حوض نبينا محمد مع الصديقين والشهداء والصالحين وهو بين يدي الإبن العود ... 
أو يا سيد الطيب والكرم ... يا صاحب الماعون الممتلئ دائماً لما جاء الحق بسرعه ، ولم تتمهل قليلاً فهنالك من غابوا عن الوداع ويطمعون بوقت آخر وحصة اخرى لعل الله يرجى هذه اللحظات ولكنه القدر عاجلنا وعاجلك ...تذكرت ذات يوم الحديث الدافئ في قاع تلك الشجرة حينما أسست للحديث المتزن وأنت تذكر والدي وتذكر معه المواقف وأصبح ظهر يوم الجمعه موعداً للقاء الاحبة وتبادل الذكريات ونحن نفئ مع الدرج الهابط والطريق ذات الأقواس مشجراً وترتدي حلّة تشرينية حزينة بعد أن كانت ربيعية خلاّبة، وقد سكبت بعضاً من محبتك وكرمك في اروقتها فهللت للضيف وودعت المضيف وكأن الزمان يعود بي للخلف حيث الماضي قبيل ثلاثون عاماً حينما أستقبلت أفواج طلبة الشعوب الإسلامية بلقمة هنية وكلمة ترحيبية وقبيل ذلك وأنت لم تقيس الكميات للطعام المقدم لهم بعكس إتقانك لمخططات البيوت وتستقطب الزوار من كل شتى بقاع الأرض ليكون المنزل محجاً لكل الباحثين عن الكرم والدفئ والسبيل.


يا صاحب الذكرى وأنت قامه ومقام ...ونحن نردد أستغفارنا المعتاد في محاولة منا لتشتيت الذهن وقطع حبال الماضي وقد جاءت الرسالة وحروفها قاسيةً جداً وأسلوبها جاف وقد نسي صاحبها بأن من سيقرأ الرسالة هو من طينة البشر، بربك وهل يمل من الطيبين،لما استعجلت الرحيل.. بربك وهل هذا الوداع كان الاخير يا جار المقبرة وكل الطيبين لقد أسلمت الروح لبارئها وأمتلأ الجو حزناً وساد الصمت المكان وتثاقلت الخطوات ونحن نخرج من المسجد أو اتعلم لما ؟؟ لأن أهل الله يفتقدونك وأملنا في ما تركت فينا أبا محمد وأبا الفضل فلقد أدمى رحيلك قلوبهم كما نحن، فيمموا نحو الله متضرعين لا متباكين بأن يرحمك رحمةً لا تظمأ بعدها ، وقد أصابنا الإرهاق والحزن كما اصاب الأرامل والأيتام وأنت أبو الكرم ويدك الممدوة بالخير على كل مساحات المنشية وما حولها كانت بيضاء كما وجنتيك وأنت تلقى الله بوجه كريم ... 
يومياً تمر تلك الاحداث كقطاراً من الذاكرة يمر أمام عيوني وجودك وأنت الذي لم تكن يوماً ضيفاً بل معزب رباح وبعدها وانت تؤسس اول مسجد في الحي الشمالي حينما جدت بالأرض والجهد لتنجز مشروعاً لطالما كان الحلم ( مسجد الصديق ) ثم يممت نحو المجد فكان لأبناء السبيل حصةً لديك، وبقيت المشاريع الإنسانية تشكل لديك حالةً الى تلك الليلة ولم أكن أعلم بأنك ستشد الرحال إلى اللاعودة، وأن تلك المقابلة في تلك الجمعه ستكون الاخيرة وأن صوتك الرخيم الذي كان يملا المكان مهابةً هو ما تبقى لنا ولم نعلم بأن الوداع قريب جداً، كان مشهداً وداعياً وقد لاح في ذاكرتي وهو يمزقني ولم أتخيل بأن مشهداً آخر سيضاف وأن نهاراً اخر سيغيب ... إنا لله وإنا إليه راجعون، كانت أول ما خاطبت به نفسي بعد تلك الصاعقة، كنت أحاول تمرين هذه النفس دائماً بأن يسبقها الإيمان قبل ردة فعلها البشرية، نجحت في أغلب الأوقات لكن القلب تصدع من الداخل تماماً .
أيها الطيّب، لقد أديت وكفيت ووفيت وكنت رمزاً للنهج المحترم والمعتدل والفكر والحكمة والإيثار وعزائي في مصابك كثرة محبيك ووفاء مريديك وعَوضَنا هو فيما تركت فينا أبنيك ، أسميتك طيباً لأن جميع الناس الذين عزوا بك ذكروا تلك الخصلة عنك، طيّب جداً كزهرة توليب تتفتح بعد شتاء قارص ، إليك أيها الطيّب، لو علمت قدر اشتياقنا لك وقدر (اليّتم) الذي زرعته في قلوب المساكين والضعفاء وعابري السبيل واحفادك ايضاً بعد رحيلك، لما رحلت يا غائبي، لكن مشيئة الله أرادت ذلك، وإنّا بإذن الله راضون .
حفظ الله أيمن واخوه واخواته عنواناً حياً لحسن تربيتك ووفاءً لسيرتك الحميدة وتغمدك الله برحمته وألهم عائلتك وذويك وأهلك الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .