نيروز الإخبارية : نطم قسم التاريخ والحضارة بكلية الآداب في جامعة اليرموك، اليوم الثلاثاء، ندوة بمناسبة ذكرى ميلاد جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه. وتحدث في الندوة، التي أدارها الدكتور رياض الياسين، كل من رئيس قسم العلوم السياسية في الكلية الدكتور عماد عياصرة، والدكتور غازي العطنة، والدكتور مهند الدعجة من قسم التاريخ والحضارة. وقال العطنة إن الراحل الكبير جلالة الملك الحسين تولّى سلطاته الدستورية مدشّناً مرحلة جديدة في تاريخ الأردن الحديث، استمرت 47 عاما، رافعاً شعار "فلنَبْنِ هذا البلد ولنخدم هذه الأمة" الذي جسّد فلسفته ونهجه في الحكم وشكّل ركيزة أساسية في توجيه الخطط التنموية وتوزيع مكتسبات التنمية لتشمل جميع أرجاء المملكة. وأضاف أن جلالته قاد المسيرة بحكمة وحنكةٍ واقتدار في مرحلة تخللتها الأحداث الجسام والمنعطفات الخطيرة محلياً وإقليمياً ودولياً، واستطاع العبور بالأردن إلى برّ الأمان، جاعلاً منه أمثولةً في الاستقرار والنموّ والازدهار؛ وطناً قوياً محكم الدعائم، راسخ الأركان. وأشار إلى أن الراحل الحسين، منذ بدايات حكمه أولى الحياة السياسية وتعزيز نهج الديمقراطية أولوية قصوى، بالإضافة إلى أن جلالته أولى القضية الفلسطينية التي تمثّل للأردن "أمّ القضايا" والقضيةَ المركزية الأولى، جلَّ اهتمامه. من جهته، قال الدكتور عياصرة إن فترة حكم جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه شكلت فصلاً مهما في تاريخ الشرق الأوسط، ولم تكن مجرد فترة زمنية في تاريخ الأردن، بل كانت سلسلة من التحديات التي واجهها ببراعة وتفانٍ في تحقيق التسوية والتقدم. وأشار إلى أنه في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كان الأردن ملتقىً لتنوع فكري معقد، مبينا أن جلالته أظهر براعة استثنائية في التعامل مع هذا التنوع، مثلما أبدى تفهمًا عميقًا للديناميكا الثقافية والسياسية، وجعل الحوار بين التيارات المختلفة جزءا من رؤيته الحكيمة. وقال الدكتور الدعجة إنه في ذكرى الحسين الباني، نُمجد الماضي ونُخلد الحاضر، مبينا أنه في حبّ الحسين بن طلال يقال ما هو أكبر من اللغة، وأفصح من كل الكلمات، وأبلغ من كل المعاني، باعتباره حبّا، يحكي تاريخا عريقا نابضا بالعطاء والتميّز والإيجابية والبناء لنهضة الأردن الحديث، الذي أصبح اليوم بقيادة جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني، الدولة العربية الأكثر حضورا تنمويا وتطوّرا بمختلف المجالات، والأكثر استقرارا وأمنا في عالم تعبث فيه الاضطرابات من كلّ صوب. وأضاف أن جلالة الملك الحسين، رحمه الله، أرسى دعائم نهضة شاملة في جميع النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعمرانية، التي فتحت أعين وقلوب أجيال كاملة على مدى 47 عاما على إنجازات وتطورات يومية.