يصادف اليوم الاحد ، الموافق 2023/11/19 الذكرى السنوية الثالثة لوفاة الزعيم البطل المتقاعد بادي عواد الرديني الخضير احد أبطال معركة الكرامة.
لمحة عن الراحل الزعيم البطل بادي عواد الخضير:
عام 1930 ولد في أحد بيوت بلدة القصر شمال محافظة الكرك الواقعة جنوب العاصمة الأردنية عمان طفل شاءت الأقدار أن يصبح قائدا وزعيما خط اسمه في كتب التاريخ بأحرف من ذهب نعم إنه القائد العسكري بادي عواد الرديني الخضير
بطل موقعة جبل المكبر وباب الواد ونوتردام والعديد من العمليات العسكرية خلال الفترة الممتدة من عام 1948 وحتى عام 1967 التي سطر خلالها هذا البطل الفذ نموذجا قتاليا فريدا أعاد رسم الخطط العسكرية الحربية وزرع الرعب في قلوب الخصوم والأعداء.
وعي القائد بادي عواد الرديني أبو أمجد في وقت كانت الدول العربية تبحث عن حلم التحرر والاستقلال من الحكم العثماني بعد الثورة العربية الكبرى وفي أجواء مضطربة ناجمة عن احتلال غربي وتحركات دولية خبيثة قررت من خلالها
زرع الصهاينة وسط بلاد الشام ليكونو أشبه ببقعة مياه أسنة لا تفوح منها سوى الروائح النتنة.
لكن نشأته وترعرعه في أحضان قبيلة بني صخر التي لا تقبل نساؤها قبل رجالها فكرة التراجع عن الحق والوقوف بوجه الباطل مهما كانت قوته والتي يحمل أبناؤها صفات الرجولة والكرامة بأسمى معانيها أنضجت عقل ووجدان هذا اليافع ووجهت بوصلته نحو فلسطين المحتلة وما أن شب جسد بادي وقبل أن يتم الثامنة عشر من عمره حتى سارع الخطى نحو شرف الالتحاق بالقوات المسلحة الأردنية عام 1947 ليتدخل القدر مرة أخرى ويعجل من وصول أبو أمجد إلى حلمه
في القتال للذود عن أولى القبلتين في حرب عام 48 عام 1950 تخرج القائد بادي من مدرسة المرشحين ليصبح ضابطا في القوات المسلحة تدرج بعدها في هذه المؤسسة العريقة حتى وصل إلى رتبة عميدا عام 1970 قبل أن يتقاعد عام 1974.
لم تنتهي مسيرة أبو أمجد بانتهاء خدمته العسكرية بل تحول هذا البطل من خلال مواقفه إلى رمز في البطولة والعطاء والفداء ليس لدى أبناء قبيلته وحسب بل لدى أبناء الأردن من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها حتى الغرب منها.
في التاسع عشر من شهر نوفمبر عام 2021 اختار الله عز وجل أبو أمجد إلى جواره ورحل عن الحياة إلى جنات النعيم بإذن الله.
فهكذا هم رجال الوطن الأوفياء يعملون بصمت ويرحلون بصمت كذلك دون جلبة أو ضجة لغايات الاستعراض أو التباهي.
لكن أثر عملهم المخلص وعطاؤهم الذي لا ينضب سيبقى ما بقي الوطن أو حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
رحل جسد بادي عواد الرديني الخضير واستقر بين يدي خالقه إلا أن كتب التاريخ لا يمكن أن تغفل عن بطولات سطرها في ساحات الوغى بالفعل لا بالقول والشعارات فهو من القلة الذين قال عنهم خالق الكون رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا.