ستعود الطائراتُ الإسرائيلية إلى مَرَائِبِها، وسيخلع جنودُ جيش الإحتلال البزات الحربية، إلى حين.
كتبت غولدا مائير في مذكراتها: "لا أظن أن هناك جيشاً غلبه الحزنُ كجيشنا، لأنّ الحرب التي خاضها لم تصل إلى نهاية حقيقية، فكان الجنود يعودون من جبهات القتال إلى بيوتهم، لعدة أسابيع أو أشهر، ثم يستدعون من جديد".
وكما توقعت غولدا مائير، سينشب القتالُ من جديد، أعنف او أخف عنفاً مما هو عليه اليوم، لكنه لا مفر، سيشتجر، لأن الاحتلال والتنكيل والاستيطان الإسرائيلي، مستمر.
كل مشاعر التعاطف على ما يصيب ابناء قطاع غزة والضفة الفلسطينية المحتلة، لا تساوي ثمن بيت لعائلة غزّية دمّره الغزاةّ الصهاينة !
وكما يجب تحويل الأقوال إلى أفعال، فيجب تحويل المشاعر الحارة الصادقة المتضامنة مع ضحايا المجازر الإسرائيلية، إلى دولارات وريالات ودنانير، لتكون براهم لجروح غزة المفتوحة.
لقد ضربت إسرائيل قطاعَ غزة ضرباً يماثل ما أصاب برلين ولندن ووارسو ولينينغراد وستالينغراد وهيروشيما ومعظم المدن الأوروبية في الحرب العالمية الثانية.
لكن الولايات المتحدة الأميركية لم تخذل حلفاءها في الحرب فقدمت مشروع مارشال الذي تضمن دعماً مالياً هائلاً بلغ 13.7 مليار دولار لإعادة إعمار أوروبا كي لا تقع في فلك الشيوعية، لأن "الاستقرار السياسي والسلام مرهونين بالاستقرار الاقتصادي".
بعد ان تضع الحربُ أوزارَها (مؤقتا)، يحتاج قطاع غزة والضفة الفلسطينية المحتلة إلى جهود هائلة على مختلف المستويات من اجل انتزاع حقوق الشعب العربي الفلسطيني المشروعة العادلة.
وفي طليعة تلك الجهود، التحضير لإعادة إعمار قطاع غزة المنكوب وإعداد مشروع إعمار عربي دولي، سيكون من أول مخرجاته، عودة المهجّرين تحت القصف من شمال القطاع.
ان المشاعر النبيلة العظيمة التي تعتمل في الصدور العربية والإسلامية والعالمية، تضامناً مع القضية الفلسطينية، يجب ان تتم ترجمتها إلى مساعدات مادية تصب في صندوق الإعمار المُنتظر، كي لا تخبو وتنطفئ جرّاء الفشل في اغتنامها.
ان هذه المقالة ثمرة حوار حار مع الصديق المهندس مروان نصوحي الشوا الذي فقد نحو 180 شهيداً من آل الشوا الكرام، قادة قطاع غزة التاريخيين.