بقلم الخبير العسكري والإستراتيجي العميد الركن م صقر المناصير
في الجزء التاسع من سلسلة درسٌ من غزه والتي عرضنا فيه الأسباب التي أجبرت الاحتلال على القبول بالهدنه التي عرضتها المقاومه في بداية الحرب ، الا تعنت إسرائيل وتأكيدها على إعادة الرهائن بالقوة أخّر تلك الصفقه ثم مالبثوا ان انصاعوا لتلك الصفقه بعد أن أخطأت حساباتهم وكما طرحتها المقاومه منذ البداية .
الان وقد بدأت الهدنه ودخلت يومها الثاني فأن السيناريوهات المتوقعه تحليلاً هي :
اولا : مباشرة القتال بعد انتهاء الهدنه مباسرةً وذلك للأسباب التالية:
١ . إعلان المتحدثين الرسميين للأحتلال عن استعداد قواتهم لستئناف القتال بعد الهدنة واستكمال هدف الحرب بالقضاء على حماس .
٢ . رصد أهداف جديدة خلال فترة الهدنه في منطقة العمليات وخاصة بوجود مسيرات بالجنوب ترصد كل مايتحرك أو بالشمال عند مخارج الإنفاق بالإضافة إلى المعلومات التي استقوها من الرهائن المحرره عن الإنفاق ومواقعها .
٣ . رسالة للداخل من قبل قوات الاحتلال ان الجيش مازال لديه اليد الطولى وأنه لولا الضغط على المقاومة عسكريا لم تنجز هذه الصفقه .
٤ . زيادة الضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومه وأبقاء المعاناة مستمرة وخصوصا منع سكان الشمال لمنازلهم خلال الهدنه ، وتعزيز الشعور لدى المقاومة بالذنب بأنهم هم سبب هذه المعاناة .
٥ . استجابة لبعض الأصوات من داخل إسرائيل بمواصلة الحرب وتحقيق هدف القضاء على حماس وذراعها العسكري والذين كانو يقفون ضد الهدنه .
ثانياً : السيناريو الثاني .
تمديد الهدنة لعدة ايام أخرى والتفاوض على إعادة اعداد أخرى من الرهائن .وذلك لأسباب التالية :
١ . تحقيقاً لأحد أهداف الحرب وهو إعادة الرهائن وخصوصا بعد نجاح اليوم الأول وشعور اهالي الرهائن بنوع من الرضى الجزئي.
٢ . تقليل الخسائر العسكرية وإعادة تقييم ومراجعة وضع القوات على الحرب وتحديث الخطط وتفادي نقاط الضعف وتعزيز نقاط القوة التي ظهرت خلال الفترة السابقه وإعطاء فرصة للقوات المناوره والمنفتحة على نوع من الاستراحة وإعادة النشاط القتالي والمعنوي .
٣ . إعادة بعض التعاطف الدولي الذي فقده خلال الفترة السابقة للحرب من ارتكاب مجازر واستهداف المستشفيات وتحقيق بعض المكاسب السياسية عالميا .
٤ . تخفيف الضغط على الولايات المتحده وخاصة الرئيس الأمريكي وإيجاد مبررات للحرب وفوائدها وانها حققت الغاية والهدف منها .
كلا السناريوهات على فرض سير الهدنه دون أي معوقات أو خروقات من كلا الطرفين . علما بأن زمام المبادرة بهذه الهدنه هي بيد المقاومة بامتياز .