ما زال هناك من يسأل متى ستبقى إسرائيل في عدوانها وإلى متى ستبقى فوق القانون الدولى في حين أن هناك حقيقة ساطعة بات الجميع يعلمها علم اليقين أن هذا الكيان لديه استراتيجية دائمة يعمل على تحقيقها على الأرض حتى ولو وصل به الحال لإبادة شعب فلسطين بأكمله، ولو ظل في حرب دائمة من أجل حلم قيام "إسرائيل الكبرى" وفقا لمعتقداته.
وهذا المشروع الإسرائيلى واستراتيجيته يتطور مع الزمن للوصول إلى الهيمنة بهدف ترتيب خريطة إسرائيل الجغرافية وخريطة الشرق الأوسط ككل، وهذا ليس سرا وإنما كشفته أفعال دولته وتصرفاتها منذ 1948 وتحدث عنه نتنياهو رئيس الحكومة المتطرف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بكل وضوح و"بجاحة".
لذلك علينا أن لا نُضيّع الجهود في أحاديث السياسة للضغط على هذا الكيان الصهيونى، لأنه كيف ستؤثر في رأى عام عالمى وفى حكوماته، وتلك الحكومات تدعم هذا الكيان دعما أعمى سياسيا واقتصاديا وعسكريا لدرجة أنها ترضى بتحمل الأضرار والعواقب مقابل حمايته والدفاع عنه.
وظنى، أن الحل يبدأ من تكثيف الضغوط في توحيد الرأي العام العربى والإسلامى أولا، وإحداث التكامل في الهدف والرؤية والفعل تجاه حماية القضية الفلسطينية ثانيا، وأن يكون أول الخطوات كيفية وضع استراتيجية الكيان الصهيونى في مأزق.
واعتقادى، أن أول ما يجب فعله لوضع استراتيجية الكيان الصهيونى في مأزق هو ضرورة التحرر من أى تبعية للحكومات الغربية، والولايات المتحدة الأمريكية، فحال زعزعة الهيمية الأمريكية والغربية هنا يُمكن الحديث عن وضع استراتيجية وأهداف إسرائيل في مأزق.
الأمر الآخر، والذى من المؤكد حال تحقيقه يوقف استراتيجية هذا الكيان المحتل تماما ويضمن عدم تنفيذها على الأرض - وليس وضعها في مأزق فحسب - هو وحدة الفلسطينيين أولا، ثم اتحاد العرب ثانيا، والتعاون مع الشعوب الإسلامية ثالثا، وكل هذا يتم بالتزامن مع صمود الشعب الفلسطيني وإيقاف التنازلات، وأن لا نعول على المجتمع الدولى في فعل شيء لأنه لو كان يستطيع الحل أو يريد إنهاء الأزمة لفعل منذ 1948 أو على الأقل كان استطاع تنفيذ قراراته وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة وإجبار إسرائيل على التنفيذ، وبالتالي الحل في وحدة العرب ووحدة فلسطين وصمود الفلسطينيين.. واللهم نصرا قريبا.