تتواصل مسيرة التضحيات الجسام التي يبذلها اللواء الثاني صاعقة على خطوط النار الأمامية، في جبهة شمال غرب الضالع، حيث يتمترس مقاتلوه على أطول خط نار في هذه الجبهة، في العديد من التبب والمواقع الهامة، وتحديدا من جوار تبة عثمان وصولا إلى حدود معسكر الجب الاستراتيجي، مرورا بحبيل الكلب، فقد تمكن اللواء الثاني صاعقة خلال السنوات الماضية بفضل الله تعالئ وبفولاذية أفراده من تطهير كل هذه المواقع وغيرها، وطرد المليشيات الحوثية منها وتأمينها، ناشرا قواته عليها، محبطا لمختلف محاولات الاختراق والهجمات البائسة للعدو.
خلال أقل من شهرين فقط يسقط الشهيد الثاني للواء الثاني صاعقة، أنه الشهيد القائد البطل النقيب قاسم سيف معبد العلياني. اُستشهد رحمه الله تعالى بعد ان قضَّ مضاجع العدو، وأفشل مخططاته العابثة، الرامية لاحتلال المزيد من الأراضي الجنوبية، لفرض مشروعه الطائفي البغيض، وتهديد أمن المناطق المجاورة وترويع المواطنين الآمنين.
كان الاستشهاد هدفا ساميا يراود الشهيد بحكم إيمانه العميق برسالة مؤسسته العسكرية القائمة على مبادى الشرف والتضحية والوفاء، وبحكم تربيته النقية الصالحة، منذ نعومة أضافره، حيث نشأ على الإخلاق النبيلة والقيم الإنسانية الفاضلة في أحضان أسرة وفية يعرف الجميع تاريخها المشهود له في محبة الوطن، وحب التضحية في سبيله، فقد ترعرع في بيئة وطنية مخلصة للجنوب وقضيته، فقبيلة العلياني من أشهر قبائل منطقة حالمين نخوة وشجاعة؛ ولآل عليان مساهمات لا تخفى في مختلف المراحل والمنعطفات التي مر بها البلد الجنوبي، منذ ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م وما تلاها، وإلى وقتنا الحاضر، ولها شرف المشاركة الفاعلة في ثورة الجنوب التحررية التي انطلقت بداياتها في العام 2007م، حيث ساهم أبنائها في إشعال فتيلها وقيادتها، مقدمين كوكبة من الشهداء الأنقياء من أجلها، ولهم اليوم حضورا رائدا في الدفاع عن هذه الأرض، والحفاظ على ما تحقق للبلد الجنوبي من إنجازات.
كرس شهيدنا الغالي عمره وجهده لخدمة بلده، والإعلاء من شأن قضية وطنه العادلة، والدفاع عن أرضه وصد المعتدين متى وإينما كانو، كما آثر رحمه الله ان ينضم الئ قافلة الشهداء الأبرار، ماضيا الئ المجد والخلود، فخورا بما قدم من اجل شعبه ووطنه، كي يحيا هذا الوطن في أمن وأمان، وقد آن الأوان لتأمين بلدنا، والرفع من معرة الظلم وضيق العيش الواقع على ساكنيه، وبعون الله سينبلج فجر الخلاص في القادم من الايام، بتوطيد دعائم الدولة المؤسسية العادلة التي باتت حلما يراود كل شريف.
يقف اللواء الثاني صاعقة اليوم بقيادته وعسكرييه، أكثر صلابة وثبات على خُطى الشهداء، مشكلا درعا واقيا برجاله الأوفياء، إذ لم تزدهم الدماء التي أُهرقت في سبيل الله والوطن إلا مناعة وصمودا واستبسالا.