قال النائب الدكتور محمد العكور إن الصهيونية لا تذبحنا فقط في غزة ، ولا بالآلة العسكرية فحسب ، بل إن من أعظم أدواتها هي برامجها المسمّاة زورا وبهتانا إنسانية ومجتمعية ، تتغلغل في المجتمعات من خلال المنظمات وتنتهك الأسرة والخصوصيات جاعلة نصب أعينها المرأة والطفل .
وأضاف إن هذه المنظمات تشتغل على تفكيك البنى الفكرية والثقافية والدينية للمجتمع وتسعى إلى خلق حالة عبثية فارغة من القيم والمضامين ليتحول الناس وخصوصا المرأة إلى مجرد ألعوبة ضائعة تائهة بعيدا عن رسالتها العظيمة في تربية الجيل والأمومة الصالحة ، مستغلين في سبيل ذلك الفقر والبطالة ليجعلوا من إغراءات المال وسيلة لجذبها وسلبها معنى وجودها السامي ، ويوظّفوا في سبيل ذلك بعض أبناء المجتمع ليكونوا أدواتهم التدميرية انسياقا خلف بريق المال والشعارات الزائفة .
وقال النائب العكور إن المنح المقدمة من هذه المنظمات هي أدوات العبودية والتبعية ، وهي ضاغط قاتل للروح السيادية للمجتمع حين يعيش تحت فضل اليد العليا لهذه المنظمات التي تضعه في زاوية الاستصغار لذاته ولكيانه وإمكاناته .
وقال العكور إن المجتمع الذي يناصر فلسطين في قضيتها الشريفة وينتصر للمثل العليا والقيم النبيلة لا يجوز له أن يقبل وجود هذه المنظمات ولا التعامل معها . بعد أن كشفت حرب الإبادة على غزة كل أكاذيبها وخبثها . وعليه أن يبحث عن البدائل في ذاته ومن داخله ليصنع لنفسه كيانا وكرامة وكبرياء بعيدا عن الاستجداء والارتهان للمنح التي تهدف في مجموعها إلى سلخ الناس عن دينهم وتأريخهم وأوطانهم ليعيشوا عالة عاى أعتاب الغريب الذي يقتل باليد اليمنى ويمنح المال باليد الشمال ، حتى تبقى سمومه سارية في أعماق جسد الأمة لتبقى مريضة في ضياع.