دعا ممثلو الكتل النيابية ولجنة فلسطين النيابية، المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى تبني موقف حازم تجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واتخاذ كل التدابير القانونية تجاه العدوان الإسرائيلي، ومحاسبته على جميع الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال جلسة رقابية عقدها مجلس النواب اليوم الأربعاء، برئاسة رئيس المجلس أحمد الصفدي، وحضور أعضاء في الفريق الحكومي، جرى بحث آخر المستجدات بشأن العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، واستكمال مناقشة الأسئلة النيايبة والردود الحكومية عليها.
واستهجن النواب صمت المجتمع الدولي على ما يحدث في غزة من تدمير ممنهج وإبادة جماعية، والذي يقف موقف المتفرج تجاه ما يدور في القطاع.
وأضافوا، خلال الجلسة التي ترأس جانبا منها النائب الأول لرئيس المجلس عبدالرحيم المعايعة، أن المنظومة الدولية، عاجزة عن ردع جرائم وانتهاكات الكيان الغاصب، وملاحقة مرتكبيها، وما يزال الاحتلال الإسرائيلي يمارس عدوانا منظما ضد الأطفال الأبرياء والنساء في غزة".
وأوضحوا أن الحرب التي يفوق عدد ضحاياها من المدنيين 18 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء، لا يمكن أن تكون حرب عادلة.
كما أن الحرب التي ينجم عنها تهجير قسري لأكثر من مليون إنسان من مساكنهم إلى مناطق غير آمنة، لا يمكن أن تكون دفاعا مشروعا عن النفس، ولا يمكن وصف هذه الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان سوى جرائم حرب، وفقا لما ينص عليه نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وبينوا أن أفضل وصف لما يحدث لحقوق الإنسان في غزة، بأنه إهدار للحقوق، وليس مجرد مساس بها أو انتهاك لها، مؤكدين أنه إعلان صريح عن طريق القوة بأن الكيان الإسرائيلي لا يعترف بالصفة الإنسانية للفلسطينيين.
وجدد النواب، الإشادة بموقف الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي أكد رفض الأردن وإدانته الشديدة للمجازر البشعة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق المدنيين الأبرياء في غزة، وضرورة إيصال المساعدات الغذائية والدوائية والوقود إلى القطاع وبشكل مستدام.
كما أكدوا وقوفهم خلف جلالة الملك ومواقفه الرافضة لأي سيناريو يهدف إلى التهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم، أو نزوحهم سواء من قطاع غزة أو من الضفة الغربية، مشيدين بجهود جلالته لإنهاء هذه الحرب التي أزهقت أرواح الكثير من الأطفال والنساء، ما يشكل خرقا واضحا للمعاهدات والمواثيق الدولية والإنسانية.
إلى ذلك، تبنى مجلس النواب بالأغلبية، مذكرة للجنة الحريات العامة وحقوق الإنسان النيابية، وإرسالها من خلال رئاسة النواب إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وكان رئيس المجلس استهل الجلسة، بالقول "إن أيادي الغدر الآثمة طالت بطلا من أسود جيشنا العربي الباسل، حيث ارتقى الوكيل أول إياد عبد الحميد النعيمي شهيدا، دفاعا عن أمن واستقرار هذا الوطن، بمواجهة عدد من المهربين على الواجهة الشمالية للمملكة، وقام مع زملائه في قوات حرس الحدود بقتل عدد منهم ودفع البقية منهم إلى الفرار".
وأضاف "أننا وإذ نرجو من العلي القدير أن يتقبل شهيدنا في أعلى منازل الجنة، لنتضرع منه تعالى أن يمن بالشفاء العاجل على زميله البطل الوكيل أول سالم مفتن سالم، مؤكدين وقوفنا خلف قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية في كل ما تتخذه من خطوات دفاعا عن ثرى هذا الحمى، الذي سيبقى بقيادة جلالة الملك، شوكة في حلوق الطامعين، رحم الله شهيد الواجب والعزاء والمواساة لأهله الكرام وإنا لله وإنا إليه راجعون".
وتابع الصفدي "كما فقدنا قبل يومين النائب السابق عمر قراقيش، والذي كان مثالا في الإخلاص والوفاء لوطنه ومليكه وأمته، وكان مثالا في البذل والعطاء، فالرحمة والمغفرة لهما ".
وثمن النائب علي الخلايلة دور القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي في حماية حدود المملكة ضد النشاطات التخريبية التي تستهدف أمن الأردن.
وأضاف أنه "يشعر كل منا بالأسى والألم على استشهاد أحد ضباط الصف في المنطقة الشمالية".
من جهة ثانية، تطرق النواب إلى الحادث المأساوي، الذي وقع صباح اليوم على طريق سلحوب جرش، لباص طلبة جامعيين.
على صعيد آخر، استكمل مجلس النواب مناقشة الأسئلة النيايبة والردود الحكومية عليها، خلال الجلسة الرقابية، وهي الرابعة من عمر الدورة العادية الثالثة والأخيرة لمجلس الأمة التاسع عشر.
من جهتها، ناقشت النائب صفاء المومني، إجابة وزير الزراعة عن آلية توزيع الحطب الذي جرى تقطيعه من الأشجار في محافظة عجلون، نتيجة إنشاء مشاريع كبرى، مثل التلفريك.
وبينما اكتفى النائب فواز الزعبي برد الحكومة على سؤاله، حول النائب سليمان أبو يحيى سؤاله إلى استجواب.
وتمحور سؤال أبو يحيى حول إنشاء مشروع سياحي في العقبة من خلال اتفاقية وقعت عام 1999.
بدوره، قال نائب رئيس الوزراء، وزير الإدارة المحلية، توفيق كريشان، إن الحكومة ستتابع هذه القضية بكل تفاصيلها، مؤكدا استعداد الحكومة لاطلاع مجلس النواب على كل التفاصيل.
كما ناقش النائب محمد الخلايلة، إجابة الحكومة بشأن سؤاله عن مشروع صرف صحي في منطقة الخربة السمرا.
وطالب النائب إسماعيل المشاقبة، الحكومة بالتحقيق في التعيينات والتشكيلات الإدارية في وزارة التربية.
وكان مجلس النواب، قد قرأ في بداية الجلسة سورة الفاتحة على روح الفقيد النائب السابق عمر القراقيش، والشهيد النعيمي