لا يقلق معظمنا بشأن الحصول على فيتامين د عندما يكون الطقس دافئا والشمس مشرقة. ولكن خلال فصل الشتاء، قد يكون من المفيد تناول المكملات الغذائية للحصول على حاجة الجسم من الفيتامين.
ومن المعروف أن أفضل طريقة للحصول على فيتامين د هي التعرض لأشعة الشمس لوقت قصير، حيث تتفاعل الأشعة فوق البنفسجية (وخاصة الأشعة فوق البنفسجية B، التي لها طول موجي أقصر) مع شكل من أشكال الكوليسترول يسمى 7-ديهيدروكوليستيرول في الجلد، والذي يتحول بعد ذلك إلى فيتامين د.
ونظرا لأن إنتاج فيتامين د يعتمد على الأشعة فوق البنفسجية فئة B، فإن هذا يعني أن قدرتنا على إنتاجه تنخفض في أشهر الشتاء.
ويعتمد إنتاج فيتامين د أيضا على المكان الذي تعيش فيه، حيث ينتج الذين يعيشون بالقرب من خط الاستواء كمية أكبر من الفيتامين مقارنة بأولئك الذين يعيشون بالقرب من القطبين.
ونظرا لانتشار نقص فيتامين د في فصل الشتاء (بسبب الطقس الغائم وقصر النهار وعدم ظهور الشمس بانتظام)، وأهمية فيتامين أشعة الشمس لصحتنا، يقدم الخبراء توصيات بشأن كمية فيتامين د التي يجب أن يهدف الأشخاص إلى الحصول عليها في الشتاء.
ويوصون بالحصول على عشرة ميكروغرامات (أو 400 وحدة دولية) من فيتامين د يوميا. وهذا من شأنه أن يساعد الناس على تجنب النقص الحاد.
ويمكن تحقيق ذلك إما عن طريق تناول المكملات الغذائية، أو تناول بعض الأطعمة الغنية بفيتامين د، بما في ذلك الأسماك الدهنية، مثل الرنجة والماكريل والسلمون البري.
وأوضح فائدة لتناول مكملات فيتامين د هي صحة العظام. وفي الواقع، تم اكتشاف فيتامين د لأول مرة قبل 100 عام بسبب قدرته على الوقاية من مرض الكساح، الذي يسبب ضعف العظام أو يحدث انحناء بها.
وفي البالغين، يمكن أن يسبب نقص فيتامين د آلاما في العظام وألما وضعفا في العضلات، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بتلين العظام، والذي يؤدي إلى إضعاف العظام أو تليينها.
والسبب في أن نقص فيتامين د يمكن أن يكون له مثل هذا التأثير على صحة العظام يرجع إلى علاقة الفيتامين بالكالسيوم والفوسفات. ويساعد كلا هذين المعدنين في الحفاظ على قوة عظامنا، لكنهما يحتاجان إلى فيتامين د حتى يتمكنا من تقوية العظام.
فوائد صحية أخرى
بالإضافة إلى آثاره على الهيكل العظمي، بدأت مجموعة متزايدة من الأبحاث تشير إلى أن مكملات فيتامين د قد يكون لها فوائد إضافية لصحتنا. على سبيل المثال، تظهر دراسات أن هناك صلة بين نقص فيتامين د وزيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض الفيروسية، بما في ذلك نزلات البرد والإنفلونزا و"كوفيد-19".
وبالمثل، أظهرت العديد من الدراسات، في نماذج الخلايا، أن فيتامين د يعزز المناعة ضد الميكروبات، مثل البكتيريا المسببة لمرض السل. وهذا يعني أن فيتامين د قد يمنع بعض أنواع العدوى.
وقد يؤدي فيتامين د أيضا إلى تثبيط الاستجابات المناعية الالتهابية، والتي يمكن أن تحمي من أمراض المناعة الذاتية، مثل التصلب المتعدد والتهاب المفاصل الروماتويدي.
ووجدت إحدى التجارب التي أجريت عام 2022، ونظرت في بيانات أكثر من 25 ألف شخص فوق سن 50 عاما، أن تناول 2000 وحدة دولية (50 ميكروغرام) من مكملات فيتامين د يوميا كان مرتبطا بانخفاض خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية بنسبة 18%، وخاصة التهاب المفاصل الروماتويدي.
ويمكن أيضا ربط مكملات فيتامين د بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ووجدت دراسة أسترالية كبرى، فحصت بيانات أكثر من 21 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 60 و84 عاما، أن المشاركين الذين تناولوا 2000 وحدة دولية من فيتامين د يوميا لمدة خمس سنوات كان لديهم خطر أقل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الكبرى (مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية). مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوا المكملات الغذائية.
ومن غير المعروف حاليا سبب حصول فيتامين د على هذه الفوائد في هذه المجالات من صحتنا، ولذلك، سيكون من المهم للأبحاث المستقبلية دراسة هذه الأسباب.