أسماءُ ذاتُ النطاقين هي بنتُ أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه ، أول من أسلم من الرجال ، كانت أسماءُ تزوّد الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكرٍ الصديق بالماء والطعام وهم في طريقهم للهجرة إلى المدينة المنورة ، اتَّصَفت بالسخاءِ وطيب النفس والتواضع، كانت شُجاعةً قويةً، أشارت إلى ابنها عبدالله بن الزبير أن لا يتراجع ع صموده في وجه الحجاج عندما انتهك حرمة البيت الحرام ، وكانت نصيحتها هذه رغم أنّ النتيجة محسومة ، وقالت كلمتها الشهيرة التي خلّدها التاريخ : "أما آن لهذا الفارس أن يترجّل"؟! .
التاريخ يعيد نفسه ، جلالة الملك عبدالله الثاني ، يقول ستبقى بوصلتنا فلسطين وتاجها القدسُ الشريف ، الأميرة سلمى تعتنق هذه العقيدة ، تؤمن بهذه المبادئ ، تحمل صلابة الإرادة وقوّة البأس ، ذهبت إلى غزّة ولسان حالها يقول : "لَعمرُكَ أنّي أرى الخطرَ ولكنّي أغذُّ إليهِ الخُطى" ، قلبها يعتصر ألماً وحزناً على أطفال ونساء غزّة، ويعتريها الغضبُ والاستنكار على جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسريّ .
سموّ الأميرة ترى أنّ ما تقوم به إسرائيل مخالف للقانون الدوليّ ولكل الشرائع السماوية ومخالفٌ للأعرافِ الإنسانيّة والقيَم الأخلاقية ، فتحرّك وجدانها وفاضَ الدم في عروقها واستشرى الغضبُ في كيانها، امتلأ صدرها غيظاً وطفح الكيلُ في نظرها ، فرافقت رجال سلاح الجوّ الملكيّ الأبطال وهي طيارٌ قدير ، رافقتهم إلى حيثُ المعركة ، إلى شواطئ غزّة هاشم ، لرفع المعاناة عن شعب تحت الحصار والنار، لمساندة صمودهم، لتضميد جراحهم، لمناصرة جهودهم، لمباركة صبرهم.
القيادة الهاشمية تحظى بثقة أحرار فلسطين وأحرار العرب ، لها تاريخٌ مدوَّنٌ بدماءِ الشهداءِ في معاركَ على أسوار القدسِ وفي اللطرون وباب الواد وتلّ الذخيرة وفي السموع وفي معركة الكرامة الخالدة، سجّل جيشنا العربي تحت القيادة الهاشمية صفحاتُ مجدٍ ومعاركُ نصرٍ من أجل فلسطين وأهلها، ستب قى بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس الشريف وستبقى خنجراً مغروساً في قلبِ الإحتلال إلى أن يأتي (نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريبٌ).