عندما نتحدث عن حرب يجب ان تكون بين دولتين او اكثر ضمن مسرح عمليات محدد، يتم فيه تسخير جميع عناصر قوة الدولة لتحقيق النصر بناءً على الغايات و الاهداف من هذه الحرب . وعند الحديث عن الحرب الاسرائيلة على غزة نجد بانها تجاوزت جميع معاني الحرب والاعراف والقوانين الدولية، لاغتصاب وطن وابادة سكانه وتدمير بنيانه.
لابد من ذكر بعض الحقائق التالية لمعرفة ماهي النتائج بعد اكثر من ثلاثة اشهر من بدء الحرب:
ــــ جيش الاحتلال لم يقاتل بناء على خطط استراتيجية اعدها مسبقا مبنية على توقيت زمني لتحقيق الاهداف الموضوعة ، بل كانت خططه مبنبة على ردة فعل ولم يحسب بأن المقاومة لديها هذه القوة في الفكر وحب التضحية والاستشهاد ، وامكانيتها في التطوير على الاسلحة المتوفرة و الموجودة لتحويلها الى اسلحة دفاعية وهجومية قادرة على ايقاع الخسائر في قوات العدو، لذلك لم يكن لعنصر الاستخبارات اي دور، علما بان اسرائيل تمتلك العديد من الاقمار الصناعية منها (افق 3 )الذي يدور حول الكرة الارضية كل 90 دقيقة مره .
ـــ لم يبني قادة الاحتلال خططهم على ان حماس هي فكرة لتحرير وطن .
ـــ بنت المقاومة دفاعها بناء على خطط استراتيجية واضحة ورسالة محددة الاهداف والغايات ، معروفة لديها، ترتكز على السرية والكتمان لأكثر من سبعة عشر عاما، ووقوف الشعب مع المقاومة.
ــــ استخدمت المقاومة اسلوب القتال الفردي في الدفاع.
ــــ عدم انسجام القيادة السياسية مع العسكرية لجيش الاحتلال ، لتحويل السياسات الى خطط استراتيجة قابلة للتنفيذ من قبل القيادة العسكرية.
ــــــ كثرة القتلى من ضباط جيش الاحتلال.
بعد دراسة بعض الحقائق الواردة اعلاه باختصار نجد مايلي:
ــــ جيش الاحتلال استطاع تدمير البناء وقتل الاطفال وكبار السن ولكنه لم يحقق اي هدف من اهدافه التي افصح عنها.
ــــــــ اعتماد قادة جيش الاحتلال على الجنود المرتزقة ، من جيوش بعض الدول الداعمة للحرب ، وهذه الجيوش هدفها الكسب المادي ، وليس لها معرفة وخبرة في مسرح العمليات وجغرافية المنطقة واسلوب القتال مع المقاومة، وهذا دفع جيش الاحتلال الى زيادة عدد الضباط ليكونوا في ارض المعركة لخبرتهم في اسلوب القتال ومعرفتهم في جغرافية المنطقة ، وهذا من الاسباب المباشرة في زيادة عدد القتلى من ضباط جيش الاحتلال.
ـــــ اعتماد المقاومة على الامكانيات والموارد المتاحة في الدفاع عن حقوقها المشروعة .
ــــ وقوف الشعب الفلسطيني ودعمه للمقاومه ادى الى حب الاستشهاد والتضحية من اجل اعادة وطنهم المغتصب.
بعد استمرار الحرب على غزة لاكثر من ثلاثة اشهر ستكون المرحلة القادمة ضمن الاستنتاج التالي من وجهة نظر الكاتب:
ـــ بعد تحمل الضربة الاولى من قبل المقاومة ، ووقوف المواطنين معها ، ستتحول المقاومة الى مرحلة الهجوم على اهداف استراتيجية لدى جيش الاحتلال ، وبالاسلوب المناسب .
ـــ تطور واتساع الخلاف بين قيادات الاحتلال السياسية والعسكرية .
ــــ ستكون المقاومة الفلسطينة قدوة لمقاومة الاستعمار والغطرسة في معظم دول العالم.
ــــ الحرب اداة من ادوات السياسة وستجبر المقاومة قادة اسرائيل الجلوس على طاولة التفاوض والقبول بشروط ومطالب المقاومة.
ــــ تحاول اسرائيل الأن السعي للخروج من مستنقع غزة ، ولكنها تحاول ايجاد الأسلوب المناسب لكسب ماء الوجه ، وقد تلجأ قيادة الاحتلال الى اتباع اسلوب الاغتيال لايهام نفسهم بالانتصار المزيف.
ـــــ سيضاف اسلوب قتال المقاومة الى المصطلحات الاساسية في القاموس العسكري وسيدرس في معظم المعاهد والاكاديميات العسكرية في بعض دول العالم.
اللواء الركن " م "الدكتور مفلح الزيدانين \ السعودي
متخصص في التخطيط الاستراتيجي وادارة الموارد البشرية