هو رجل دولة من طراز فريد، وابن بلد بمفردات نقية تتسع لجغرافيا الوطن، بمختلف مكونات نسيجه الشعبي، لم يكن بعيدا في يوم من الايام عن مراكز القرار والمطبخ السياسي في مفاصل الدولة الاردنية الفتية بشكل عام، باعتباره قادما من بيت سياسي انجب الشيخ المرحوم عاكف الفايز .
حديثنا اليوم سيكون عن شخصية وطنية بوفائها واخلاصها للوطن انه دولة رئيس الوزراء الأسبق ورئيس مجلس الأعيان فيصل عاكف الفايز " أبو غيث" وهو حديث عن أحد رجالات الوطن الذين تبوأوا مسؤوليات كبيرة في الدولة الأردنية وكرس حياته جندياً مخلصاً شجاعاً مدافعاً عن ثرى الأردن فهو علم من أعلام الأردن إستطاع نقش أسمه بحروف من نور في تاريخنا المعاصر عبر مسيرته الحافلة بالشجاعة والكرامة والإنتماء والتضحيات إنه الرجل القائد الذي يصعب أن تؤرخ سيرته ومسيرة حياته إنه الرجل الزعيم ببساطة خصاله وسمو أفعاله فالقيادة والزعامة عندما تجتمعان في رجل فإنما تصنعان منه رجلاً كبيراً فيه من شمولية المناقب والصفات ما يحتل مساحة أوسع من أن تفيها حقها الأحاديث فالحديث عن أبي غيث هو السهل الممتنع فمن السهل الحديث عن شخصيته النقية والقوية وعن نظافة مسلكه وخلقة وأصبح مشهوداً له بذلك ولكنه كان الممتنع في الحديث عن نفسه أو الترويح لها أو السماح بالمس بكرامته أو كرامات الناس مهما اختلف معهم فهو أحد الرجالات الذين بنوا الأردن وشيدوه وعمروه وحرسوه بدمائهم وترفعهم وسموهم وتساميهم .
اللافت الجميل في شخص دولة أبوغيث انك عندما تجالسه تجد فيصل البسيط المتواضع الدمث صاحب الروح الانسيابية المرنة يُحادثك بالسياسية كرجل دولة ويتجاذب معك أطراف الحديث كأنك جاره او صديق طفولته على فطرته الانسانية تملأ البشاشة وجهه رحب الصدر يكتم انفعاله اذا خرج خط سير الحديث الى ما لا يُحب ويبادلك بالرد الودود ليؤكد لك بأن لا كبير امام الوطن ولا صغير الا من يزاود على الاردن .
"كاريزما" دولة أبو غيث آسرة ولا نقول ساحرة فالسحر وان كان حقيقيا لا يلبث أن يزول فالرجل آسر بحضوره متمكن صاحب هيبة لا شك انها هبة الهية وما توفيقه الا اشارة خضراء حميدة ان هذا الرجل قاده ايمانه وقناعاته الى ان يجتهد فمن يصل دون جهد لا ارض له ولا سماء لكن اجتهاده أثمر عن توليه سلسلة من المناصب كان جديرا بها واهلاً لها فاعتلى الرجل سدة الدوار الرابع باستحقاق وجدارة ابتدأها بمسيرة استثنائية المعالم متفردة الطابع لم يفرض نفسه وانما جهوده فعلت .
دولة فيصل الفايز حافظ على خطه وقيم الوفاء وأمانة المسؤولية ومبادىء الموقف ولم ينقلب على الثوابت بل ظل متزنا ورابط الجأش في أحلك الظروف صعوبة ذلك لأن الأردن بوابة عشقه وحكاية وطن وأسرة واحدة يجمعها هواء هاشمي نقي وجميل لذلك كان ولا يزال المرتبط شعبيا بمحبة الناس فكان المسؤول الشعبي المقبول لدى جميع التيارات السياسية والاحزاب بسعة صدره وفروسيته ومواقفه المتسمة بالاعتدال والمستندة الى قيم ومبادىء تربى عليها في مضارب والده الشيخ عاكف بن مثقال الفايز .
الفايز فيصل لا يزال يُنمي مساحة المحبة ويغرس بذار الخير باعتباره حكاية عنوانها مجد وعطاء ومضمونها سنابل قمح وورد غافي في القلوب النابضة بمحبة الوطن والانتماء له بصدق وأمانة عندما يشرق البهاء من جبينه شامخا والحب يجري في عروقه أردنيا .