المرحوم الحاج قفطان فالح الدويري صاحب العقل التجاري الذكي ...
من صفاته :
التقوى
والصبر
والذكاء
والإنفاق في سبيل الله
والنخوة
والطيبة
في شهر تموز / يوليو من عام ٢٠٢١ ودعت مدينة المفرق أحد رجالاتها البارين ، الذي عاش بين افيائها ، أحب المفرق ، وأحبته كذلك ، الحاج قفطان فالح الدويري إبن قرية كتم - لواء بني عبيد ، الذي ولد فيها ، وعاش فيها أعوام طفولته وشبابه ، إنتشى رائحة زيتونها ، وخبز طابونها ، وتفيأ في إظلال سناسلها العتيقة التي سنسلها الرجال العظام من أبناء كتم ، وبعد أن بلغ من العمر أربعة عقود ونيف في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي هاجر من قريته إلى بلدة المفرق العتيقة وسكن جارا للمرحوم الحاج محمد سكر في شارع الأفراح حاليا ثم سكن بعد ذلك في حي الضباط في الجهة الشرقية لمدرسة فوزي الملقي الثانوية للبنين....
وهب الله هذا الرجل عقلاً مفكرا رغم أنه لم يأخذ حظه الوافر في التعليم ، فقد كان ذكيا ، ذكاء فطريا، استخدم هذا الذكاء لصالح بلده ومجتمعه وأسرته ، حيث بدأ جزارا كانت ملحمته في سبعينيات القرن الماضي في منتصف السوق التجاري في سوق البدو أمام مخيطة الزيادنه ، وكان من جيرانه أبو عارف السماوي ، والحاج رزق الزيادنه وأولاده نظمي ووحيد ومحمد رحمهم الله تعالى، والحاج المرحوم سليمان أبو كاشف ، والمرحوم محمد الفهد أبو عليم ، والمرحوم الصراف شريف شواقفة ، والمرحوم سهو نهار الشواقفه ...
وبسبب ذكائه الذي أنعم الله عليه ترك مهنة الجزارة لأحد أبنائه ، ثم استثمر أمواله في وسائل النقل من الباصات الكبيرة على خط اربد - المفرق ، وخط الزرقاء- المفرق ، وخط المفرق - عمان ، وقد عملت تلك الباصات بعد عام ١٩٨٣ أي بعد إنتهاء عمل باصات اليرموك القديمة التي كانت تعمل على الخطوط ذاتها التي ذكرت ، وقد منَّ الله على الحاج قفطان فالح الدويري بالرزق الوفير بسبب بره لوالديه منذ صغره ، ولصلته الوثيقة بأرحامه ، وقد منَّ الله عليه كذلك بابناء بارين بوالديهم ، فكما تدين تدان ....
كان رحمه الله ينفق في السراء والضراء، ينفق بيمينه حتى لاتعلم شماله ، يعطي الأسر العفيفي مما أعطاه الله لايفرق بين أحد من الناس ، وعندما توفاه الله ترك فراغا خلفه لايسد ، وترك بصمةً لايمحى أثرها مهما طال الزمان ......
وعن ريادته وذكائه وفطنته ، فكان رحمه الله يظهر الإهتمام بالأمور الشخصية، وأمور العمل، كالمظهر، ومهارات التواصل ،رغم صعوبتها في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، حيث أنه كان يعتقد أنها تعدّ من الأمور التي تعكس الانطباعات الأوليّة للشخص الناجح، وتساعد على إدراك نقاط القوة والضعف الموجودة لديه ، الأمر الذي كان يساعده بشكل كبير في العمل وفي جوانب الحياة المختلفة.
وكان الحاج قفطان فالح الدويري رحمه الله تعالى يتصف بعدة صفات يتمتّع بها مذ كان شابا في مقتبل شبابه، منها :
الطاقة، والتحكّم الداخلي.
التحلّي بالثقة بالنفس.
المبادرة العالية، والمسؤولية الدينية والشخصية.
عدم الخوف من الفشل.
المخاطرة بشكلٍ معتدل.
المشاركة بالعمل على المدى الطويل.
امتلاك ردود فعل سليمة.
حلّ المشاكل بشكل مستمر.
استخدام كافة الموارد الموجودة.
تحديد هدف واضح ومعين.
فرض المعايير الذاتية.
فوالله لو قدر للحاج قفطان فالح الدويري أن يأخذ نصيبه من التعليم لأصبح له مكانة عالية في الوطن ، علما أنه علم من أعلام المفرق ومن رجالاتها البارين الصالحين المخلصين.....
رحم الله الحاج قفطان فالح الدويري " أبو محمد " وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون...ولنا في عقبه خير سلف لخير خلف....
عاشت المفرق وعاش أهلها ورحم الله من رحل إلى رحمة ربه ورضوانه....