ليس من الغريب أن تختار الشركة الإعلامية "تايم أوت" (Time Out) مدينة نيويورك الأمريكية كأفضل مدينة لعام 2024، وتُعتَبَر المدينة الشخصية الرئيسية في جميع البرامج التلفزيونية والأفلام المفضلة بالنسبة للعديد من الأشخاص، كما أنّها مصدر الإلهام وراء عدد لا يُحصى من الأغاني والأعمال الفنية، إضافةً لكونها واحدة من الوجهات الشهيرة في العالم.
وقامت "تايم أوت" باستطلاع رأي نحو 20 ألف من سكان المدن في جميع أنحاء العالم، إلى جانب شبكتها من الكُتّاب والمحررين العالميين، لتجميع أحدث تقرير لأفضل المدن في العالم.
وشملت العوامل التي أُخِذَت بعين الاعتبار مشاهد الطعام في المدن، والهندسة المعمارية، والأحداث الثقافية.
ووفقًا لما ذكرته "تايم أوت"، تهدف القائمة إلى توفير "الإلهام للسفر، ولمحة عالمية للحياة في المدن".
وكان عدد المتاحف الذي لا يُحصى في نيويورك ومشهدها المسرحي المزدهر من الأسباب التي شجّعت "تايم أوت" على وضع المدينة في المركز الأول.
ولعبت السمعة العالمية لنيويورك دورًا في ذلك أيضًا، فصُنِّفت المدينة على أنّها المكان الذي يرغب سكان المدن العالمية الأخرى بالانتقال إليه.
** مدينة التناقضات
وجاءت كيب تاون في جنوب إفريقيا بالمرتبة الثانية ضمن القائمة، وهي مدينة صُنِّفت من قِبَل "كل مشارك في الاستطلاع" بأنّها "جميلة"، بحسب "تايم أوت"، وذلك بفضل مزيجها المذهل لمناظر البحر، والمناطق الجبلية المذهلة المحيطة بها.
وقالت كايتي سكوت، التي نشأت في كيب تاون وتعيش الآن في فرنسا، لشبكة CNN إنّها تعتبرها "ربّما المدينة الساحلية الأكثر تواضعًا في العالم"، فضلًا عن المطاعم ذات التصنيف العالي، ومزارع النبيذ، ومشهد الحياة الليلية الفاخر.
وأشارت سكوت أيضًا إلى أنّ "هذه الأشياء ليست في متناول غالبية المواطنين". وشرحت قائلة: "ربما تحتفل جنوب إفريقيا بمرور 30 عامًا على الديمقراطية، لكن عدم المساواة في مدن مثل كيب تاون أصبح أمرًا أكثر وضوحًا من أي وقتٍ مضى".
ولكي يفهم الزائرون المدينة وشعبها بشكلٍ حقيقي، تنصحهم سكوت بـ"الخروج من الفقاعة السياحية، وأخذ رحلة إلى جزيرة روبن، أو متحف المنطقة السادسة"، وهما موقعان يتمحوران حول تاريخ الفصل العنصري لجنوب إفريقيا.
وأكّدت سكوت أنّهما يقدّمان "رؤى فريدة وقوية حول تاريخ جنوب إفريقيا".
وشملت المدن في المراكز الخمسة الأولى لقائمة "تايم أوت" برلين في ألمانيا (بفضل مشهد الحياة الليلية الصاخب فيها)، ولندن في المملكة المتحدة (بفضل حاناتها "الأسطورية" ومتاحفها وصالات العرض مجانية الدخول)، ومدريد في إسبانيا (بفضل مشهد الطعام والشراب "الاستثنائي" فيها).
وتضمنت المراكز العشرة الأولى مدنًا أصغر أيضًا مثل ليفربول في المملكة المتحدة (في المرتبة الـ 7)، وبورتو في البرتغال (بالمرتبة 10).
وفي بيان، أفادت محرّرة السفر في "تايم أوت"، جريس بيرد، أنّ القاسم المشترك بين جميع المدن المُدرجة ضمن القائمة هو "روح المجتمع القوية، والأجواء المميزة".