منذ بدء الصراع في غزة؛ يبذل جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله يعضده سمو ولي العهد الأمين جهودا كبيرة لوقف الحرب في غزة، وتوفير الحماية للمدنيين وتأمين المساعدات الطبية والإنسانية، ويضطلع جلالته ومن خلال جولاته الخارجية بجهد دبلوماسي وسياسي مضاعف للتأثير في الرأي العام الدولي، والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ضمن حل الدولتين المقترح، ورفض كافة أعمال العنف والتهجير التي تمارسها إسرائيل بحق أبناء القطاع، ويعبر جلالته في مجمل خطاباته السياسية ورسائله الموجهة إلى المجتمع الدولية عن أهمية حل القضية الفلسطينية وفق معادلة الحل الشامل والعادل؛ بما يحقق استقرار المنطقة ككل، وينسجم الموقف الرسمي الأردني مع الموقف الشعبي في هذه التوجهات، فجبهتنا الداخلية متينة بفضل الجهد الملكي والمؤسسات الوطنية والأجهزة الأمنية التي تسهر على راحة وأمن الوطن والمواطن.
وفي هذا السياق يبذل الديوان الملكي الهاشمي جهدا مضاعفا ومركزا لتنفيذ التوجيهات الملكية وتعميق سبل الاتصال والتواصل مع كافة فئات المجتمع الأردني، ويستقبل بشكل يومي المئات من قادة المجتمع وشيوخ العشائر وأصحاب الرأي الفكر وممثلي القطاعات الشبابية وقطاع المرأة، ويستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم وينقل الرسائل الى أصحاب القرار وفق عملية تواصلية ديمقراطية تسهم في إحداث التوازن بين كافة مكونات الدولة، فنحن نحتاج في تلك الظروف الصعبة والتحديات القائمة، والمخاطر المحتملة؛ أن نكون جميعا في خندق الوطن ملتفين حول القيادة الهاشمية والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية؛ وأن نثق بشكل مطلق بحكمة القائد ورؤيته الثاقبة للأمور.
ولا بد لنا أن نشير إلى جهود ومتابعات معالي رئيس الديوان الملكي السيد يوسف حسن العيسوي الحثيثة لتطبيق وتنفيذ الرؤى الملكية السامية، والتأكيد على موقف جلالة الملك وأجهزة الدولة في الأزمة الراهنة، فالجهود تضاعفت خلال الأزمة، والتحديات تحتاج إلى الشرفاء والمخلصين الذين يعملون بصمت ورشد من أجل الحفاظ على هذا الوطن وتحقيق مصالحه العليا، وقد لاحظنا مؤخرا بأن التواصل المكثف والأداء الكفؤ من قبل معالي يوسف العيسوي مع كافة القوى الاجتماعية الأردنية بكافة أطيافها ومستوياتها على أشده، فاللقاءات اليومية ذات أهمية كبيرة لإيصال الرسائل الملكية بشفافية ووضوح، وهي تتضمن الثوابت السياسية التي يؤمن بها جلالة الملك ويؤكد عليها في المحافل الدولية والعربية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني والتأكيد على حقوقه المشروعة، ويتواصل الجهد والعطاء في تلمس احتياجات المواطنين وبذل المساعدة وحل المعضلات العامة والفردية بكل صدر رحب، وهذا يعكس مستوى المصداقية والنزاهة والإخلاص لهذا الرجل الوطني الذي منحه جلالة الملك ثقته ليكون إحدى حلقات الوصل بين القيادة والشعب.
إن الديوان الملكي الهاشمي هو بيت الأردنيين وملاذهم الآمن في مختلف الظروف، وهو المؤسسة التي تتحلى بالانضباط والمصداقية والدقة في المتابعة، وهي تمارس مزيدا من الانفتاح تجاه كافة الفئات بدون تمييز لتنفيذ مهامها الوطنية الرائدة ضمن خطاب عملي ومتزن يقوم على التفاعل والتواصل وسرعة الإنجاز، وتتسع مهامها في ظل التحديات الراهنة، وهي تحرص على ترسيخ القيم الوطنية والحس الوطني لدى الأفراد، وتعزيز الولاء والانتماء للوطن والقيادة، فالحضور المكثف للديوان الملكي بكافة دوائره التنظيمية يمنح الأمل للأردنيين، بأن الوطن بخير بفضل قيادته وأبنائه المخلصين الأوفياء للعرش الهاشمي، ومن هنا فإننا نتطلع بعين الفخر والاعتزاز الى هذه المؤسسة الوطنية الرائدة التي قدمت نموذجا يحتذى في العطاء والإنجاز والنزاهة، وحققت الأهداف الوطنية ذات الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تخدم المجتمعات الأردنية وتسهم في تطويرها، وعززت إلى جانب ما سبق الروح الوطنية الأردنية المؤمنة، والانتماء الصادق لتراب هذا الوطن الغالي...