لا تزال إسرائيل ماضية في خطتها لشن هجوم على مدينة رفح المكتظة بحوالي 1,5 مليون فلسطيني، رغم التحذيرات الدولية المتزايدة والمفاوضات الجارية سعيا للتوصل إلى هدنة مع حركة حماس في قطاع غزة.
وعلى جبهة أخرى، نفذت إسرائيل الأربعاء غارات جوية على جنوب لبنان أوقعت تسعة قتلى على الأقل وفق مصادر لبنانية، بعد مقتل جندية في شمال الدولة العبرية جراء صاروخ أطلق من الجانب الآخر من الحدود، وسط دعوات دولية لتفادي اتساع رقعة الحرب.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي بعد لقائه قادة عسكريين قرب الحدود اللبنانية إن "الحملة المقبلة لإسرائيل ستكون هجومية للغاية"، بعد أربعة أشهر من القصف اليومي المتبادل عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان.
وكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على حسابه الرسمي على تطبيق تلغرام "سنقاتل حتى النصر الكامل، وهو ما يتضمن تحركا قويا في رفح، وذلك بعد السماح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال".
وفي قطاع غزة المحاصر والمدمر جراء الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر بين إسرائيل وحركة (حماس)، يتركز القصف حاليا على المناطق الجنوبية، وخصوصا مدينتي خان يونس حيث لجأ آلاف النازحين إلى مستشفى ناصر الذي يحاصره الجيش الإسرائيلي، ورفح على الحدود المصرية المغلقة.
ويتجمع بحسب الأمم المتحدة نحو 1,4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في هذه المدينة التي تحولت إلى مخيم ضخم، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يقدم الجيش الإسرائيلي حتى الآن على اجتياحها بريا.
لا مكان يذهبون إليه
وبعد أن أبدت الولايات المتحدة، حليف إسرائيل الرئيسي، معارضتها لشن هجوم على رفح بدون "ضمانات" بشأن أمن المدنيين، حذّرت استراليا وكندا ونيوزيلندا الخميس اسرائيل من النتائج "الكارثية" لمثل هذا الهجوم.
وحضت دول الكومنولث الثلاث في بيان مشترك نادر من نوعه حكومة نتانياهو "على عدم سلوك هذا المسار"، مؤكدة أن "نحو 1,5 مليون فلسطيني لجأوا إلى هذه المنطقة (...) ولا يوجد ببساطة أمام المدنيين أي مكان آخر يذهبون إليه".
وأفادت وزارة الصحة في حكومة حماس الخميس عن سقوط 107 قتلى معظمهم من النساء والأطفال جراء القصف الليلي على قطاع غزة.
وذكرت الوزارة سقوط قتيل وعدد من الجرحى جراء قصف طال قسم العظام في مجمع ناصر الطبي في خان يونس.
إننا خائفون
وقالت جميلة زيدان (43 عاما)، التي نزحت مع عائلتها من بلدة خزاعة إلى شرق خان يونس، متحدثة لوكالة فرانس برس "غادر زوجي وابني محمد أمس (الأربعاء) مع آلاف آخرين، لكن لا أدري ما حلّ بهم، انقطع الاتصال بيننا".
وتابعت اللاجئة التي بقيت مع بناتها الستّ في المستشفى خوفا مما ينتظرهنّ في الخارج "إننا خائفون. لم يعد لدينا طعام منذ عدة أيام، ونشرب مياها ملوّثة".
في الأثناء، تتواصل المفاوضات بوساطة قطرية ومصرية سعيا للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس تشمل إطلاق سراح رهائن جدد.