قالت شعبة الاستخبارات العسكرية في دولة الاحتلال إن جيش الاحتلال لن يتمكن من تقويض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كليا، وإن هذا الهدف ليس واقعيا في المدى المنظور.
وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أعلنت في بداية العدوان على قطاع غزة أن القضاء على حماس أحد أهداف الحرب الأساسية، لكن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين شككوا في قدرتها على ذلك.
وكشفت وثيقة أعدها قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، أنه حتى لو تمكن جيش الاحتلال الاسرائيلي من تدمير حماس كمنظمة أو حكومة، فلن يتمكن من القضاء عليها كـ"تنظيم إرهابي او كعصابات منظمة".
وتقول الوثيقة التي كشفت عنها القناة 12 العبرية، إن "هناك دعما شعبيا حقيقيا لحماس في غزة، وذلك رغم الهجوم البري الإسرائيلي والقضاء على الكثير من مقاتلي كتائب القسام".
ووفقا للوثيقة، فإن مسؤولين كبارا في شعبة الاستخبارات يؤكدون أنه نظرا لعدم وجود بدائل حاليا أو التحرك من أجل إعداد بديل لحركة حماس ستصبح غزة منطقة تعاني من أزمة عميقة.
تشكيك أميركي
وفي وقت سابق، أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية أبلغوا الكونغرس أن "إسرائيل" أضعفت القدرات القتالية لحماس، لكنها لم تقترب من القضاء على الحركة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مصدر وصفته بالمطلع قوله إن مجتمع الاستخبارات الأميركي يشكك في قدرة إسرائيل على تحقيق هدفها العسكري المعلن والمتمثل بالقضاء على حركة حماس.
وأضاف المصدر أن الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة يمكن أن تلحق ضررا بحماس وبنيتها التحتية لكنها لن تستطيع القضاء عليها.
وفي بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع، وجّه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت انتقادات لاذعة إلى نظيره الحالي بنيامين نتنياهو وحكومته التي وصفها بـ"المشؤومة"، وأكد أن القضاء على حماس وأهداف الحرب الأخرى التي أعلنها نتنياهو يستحيل تحقيقها.
وقال أولمرت إن أهداف الحرب على قطاع غزة التي أعلنها نتنياهو "كان واضحا منذ البداية أنه لا أساس لها وغير قابلة للتحقيق"، وتابع أن رئيس الوزراء الحالي "لم ينفك يصرح بتلك الأهداف، وبينها القضاء نهائيا على حماس بطريقة مسرحية ويداه ترتجفان، وقد بدا منفصلا عن الواقع".
وكانت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي قالت الاثنين الماضي، إن قوات الاحتلال الإسرائيلية ما زالت بعيدة عن تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على القدرة الصاروخية لحماس، مؤكدة أن ذلك يتطلب وفق التقديرات ما بين عام وعامين.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشن دولة الاحتلال حربا مدمرة مفتوحة على قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد نحو 28 ألفا 663 غالبيتهم نساء وأطفال، كما أجبرت جميع سكان القطاع تقريبا البالغ عددهم زهاء مليوني نسمة على النزوح.