قال ناحوم بارنياع، كبير محللي صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن جيش بلاده ارتكب أعمال نهب وهدم غير مبررة طالت منازل الفلسطينيين في غزة.
وقال إن هذه الممارسات تلحق ضررا هائلا بإسرائيل وتستخدم ضدها أمام محكمة العدل الدولية.وكتب في مقال للصحيفة أنه "في إحدى الحالات، صدر أمر بهدم منزل واحد في أحد الأحياء شمال قطاع غزة. أمر قائد كبير بتدمير جميع المنازل ليس لأنه مضطر لذلك، بل لأنه يستطيع إصدار أمر الهدم".
وأضاف: "قرار تفجير مبنى المجلس التشريعي في غزة (البرلمان المؤقت) لم يعجب هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، فقد صدر عن قائد ميداني، ولم يكن له أي مبرر عملي، وكان الضرر عظيما".
وأشار إلى ان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أقر بوقوع أعمال نهب.
وقال المحلل: "رئيس الأركان يحرص في كل زيارة له إلى الميدان على تذكير القادة والجنود بما هو غير مسموح به، ويتحدث عن النهب، وعن كسر الانضباط، وعن الكتابة غير الضرورية على الجدران".
واستدرك: "بعض القادة لا يحبون هذا الحديث وقالوا له إن ذلك قد يضر بالروح المعنوية".
كما أشار بارنياع إلى "قيام جنود إسرائيليين بالتقاط مقاطع فيديو"، وهي توثق الفظائع الإسرائيلية ويمكن أن تكون دليلا يدين ممارسات تل أبيب.
وقال: "محقق في الوحدة 504 التقط صورة وهو يقف فوق معتقل عارٍ"، مضيفا: "تم تصوير ضابط وهو يصرخ ‘اسمع إسرائيل’ (وهي صلاة إسرائيلية) وهو يفجر مسجدا".
وحذر بارنياع من أن الضرر الذي يلحق بإسرائيل هائل، لافتا إلى استخدام بعض تلك الفيديوهات في الدعوى التي قدمتها جنوب افريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
وقال: "الضرر هائل، إسرائيل تخوض حربها من واجهة متجر، أمام عالم مشبوه، معاد ومكشوف كما لم يحدث من قبل". كما حذر من انعكاس هذه الممارسات على إسرائيل نفسها.
وأشار إلى أن "ما يبدأ بنهب الممتلكات المهجورة يؤدي إلى سرقة المعدات العسكرية للعدو ثم إلى سرقة المعدات العسكرية لقواتنا".
وتخضع إسرائيل لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية بالأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
ودخلت الحرب في قطاع غزة يومها الـ133، حيث تواصل القوات الإسرائيلية قصف القطاع، وتستمر الاشتباكات على أكثر من محور، فيما يخيم شبح كارثة إنسانية على رفح التي تترقب عملية عسكرية إسرائيلية، تزامنا مع المفاوضات في مصر حول الهدنة وإطلاق الأسرى والرهائن