نشرت صحيفة "التايمز” مقابلة مع المحقق السابق مع زعيم حماس، يحيى السنوار، وقال فيها إن قائد الحركة الفلسطينية سيقاتل حتى الموت.
وفي المقابلة التي أجراها جورج غريلز مع مايكل كوبي، الذي قال إنه أمضى 150 ساعة وهو يحقق مع السنوار قبل أكثر من 30 عاما، إن الشاب يحيى نظر للمحقق باحتقار، وكانت حواجبه السوداء مثل الفحم محاطة بالكراهية.
ويقول كوبي (78 عاما) والذي ترأس قسم التحقيقات في وكالة الأمن الداخلي الإسرائيلية "شين بيت”: "كانت عيون السنوار عيون قاتل”.
وتتهم إسرائيل السنوار (62 عاما) بترتيب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، ووضعت على رأسه مكافأة بـ400,000 دولار أمريكي. ويبدو أن إصرار إسرائيل على ملاحقة وقتل السنوار كان واضحا عندما نشر الجيش الإسرائيلي صورة زعم أن كاميرا التقطتها لقائد حماس وهو يدخل إلى نفق في خان يونس في شهر تشرين الأول/ أكتوبر. وزعمت إسرائيل أنها تعرفت على السنوار من أذنيه، حيث التقطت الصورة له من الخلف، لكن السنوار ظل يراوغ الإسرائيليين بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب المدمرة على غزة.
ويرى كوبي أنه لن يكون هناك انتصار بدون العثور على السنوار، ويقول: "يجب قتل الأشخاص المتورطين بالمذبحة” و”لن يغادر السنوار غزة، بل سيقاتل حتى الشهادة، فلديه مبادئ ولن يستسلم ولن يهرب إلى مصر”.
وتقول الصحيفة إن السنوار أُنقذ على يد الأطباء الإسرائيليين عندما أزالوا ورماً من دماغه في فترة سجنه التي استمرت 22 عاما. واعتُقل السنوار عام 1989 بتهمة قتل عملاء للاحتلال الإسرائيلي. وأُفرج عنه في صفقة الجندي جلعاد شاليط عام 2011، مع أكثر من 1000 أسير فلسطيني.
وبعد عودته إلى غزة، أصبح السنوار زعيم حماس عام 2017، ونجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية. واعتقدت حكومة بنيامين نتنياهو أن حماس في ظل قيادة السنوار تم احتواؤها ولم تعد مهتمة بالحرب قدر اهتمامها بالحصول على تصاريح عمل للفلسطينيين في إسرائيل، وكذا وصول الرواتب للموظفين التي دفعتها قطر بموافقة إسرائيلية.
وتقول الصحيفة إن قلة من الإسرائيليين تفهم السنوار أكثر من كوبي الذي قضى 150 ساعة وهو يحقق معه عندما كان مسؤول التحقيق في "شين بيت” ما بين 1987- 1993. وقال كوبي: "هو ذكي جدا.. لا أعتقد أنه سفاح. هو عقلاني ولم يظهر أبدا عواطف، ولم يبتسم أبدا، فهو متشدد وكان فخورا بأنه مقاتل”.
وزعم كوبي الذي أجرى التحقيقات مع السنوار بالعربية، أن "شين بيت” لم تستخدم التعذيب أبدا لانتزاع الاعترافات، لكنها اعتمدت على التحقيقات النفسية لفهم ما يدور في عقل السنوار. وعرف كوبي أنه من أجل أن يكون على قدم المساواة مع رجل متدين ويحفظ القرآن عن ظهر قلب، فقد "كان علي أن أظهر له أنني أعرف القرآن أحسن منه”.
إلا أن كوبي ناضل من أجل كسر إرادة الجهادي، واكتشف أن طريقته الوحيدة هي الاعتماد على مرشده الشيخ أحمد ياسين، الذي أنشأ المجمع الإسلامي في الثمانينات من القرن الماضي، وكان في السجن وقتها.
ويزعم كوبي أنه أمر الشيخ ياسين بإصدار فتوى أجبرت تلميذه على الإجابة على أسئلة المحقق بصدق. ويزعم كوبي أن السنوار اعترف بهدوء عن مسؤوليته عن قتل عدد من الأشخاص. وكان السنوار مسؤولا عن وحدة المجد العسك
رية، ونشرت "شين بيت” ما قالت إنها اعترافات للسنوار لمحققه. وبحسب كوبي فقد كان القائد التاريخي صلاح الدين الأيوبي، الذي استعاد القدس من الصليبيين، هو ملهم السنوار.
وحوكم زعيم حماس على أربع جرائم قتل، مع أن كوبي يزعم اعترافه بقتل 12 شخصا. وفي أثناء سجنه، هاجم ثلاثة أشخاص بشفرة هُربت إلى داخل السجن كي يرسل رسالة لمن اعتقد أنهم خانوا القضية.
وقضى السنوار سنوات في السجن الانفرادي، إلا أنه حصل على كتب لتعلم العبرية ودراسة السياسة الإسرائيلية. وزعم كوبي أنه كان يعارض معاملة "الشخصيات المهمة” بشكل جيد، إلا أن سلطة السجن لم تستمع إليه، وقالت إنها تريد الحفاظ على الهدوء في السجن وتعاونت مع زعيم حماس.
وتقاعد كوبي من الخدمة في 2007، وشعر بالرعب من الإفراج عن الرجل الذي يعترف بمواهبه وقدراته ولكن لا يحترمه. ويرى المحقق الإسرائيلي أنه بدون السنوار، فلن تكون حماس قادرة على تنفيذ هجمات مثل 7 أكتوبر. وقال إنه الرجل الذي عزز علاقات حماس مع إيران وحزب الله وطوّر شبكات الأنفاق في غزة، وأنشأ وحدات النخبة التي نفذت هجمات 7 أكتوبر، وتدربت على نماذج قرى إسرائيلية قبل الهجوم.
ويرى كوبي أن السنوار يظل خطرا على القوات الإسرائيلية ويجب عدم اعتقاله، "من الأفضل عدم أسر السنوار، بل قتله حالا” مضيفا أن اعتقاله يعني "أيخمان آخر” في إشارة للمسؤول النازي الذي اختطفته إسرائيل من الأرجنتين وحاكمته وأعدمته.