تردد في بعض مواقع التواصل نشر معلومات غريبة حول المواقف التاريخية الاردنية ، تناولت معاركه وتضحياته وجيشه وقيادته ، وهي بالنسبة للشعب الاردني من البديهيات التي عاشها الاردن وخاض تجارب قاسية في مواجهة الاحداث التي هي من صنع العقائديات أو من المأجورين لصالح راديكليات وتحالفات ، ولا تخلو اليد الصهيونية من أي منها .
الافتراءات تتردد ويعيد نقلها من يتربصون في الاردن دوما ، ولهم اسبابهم ولا تخلو الاسباب من عمالتهم المباشرة وغير المباشرة لأجندات خارجية ، وأحيانا بسبب ازدواجية المعايير لديهم وتعدد الولاءات ولا يفرقون بين العدو والصديق بل المهم مصالحهم الشخصية وأن يكون مخلصين لزبانيتهم .
الاردن المملكة والدولة وعلى مدى اكثر من مائة عام من تأسيسه ما حاد عن دستوره ولا عن قيمه وثوابته ولا عن قوته المركزية المتمثلة بثلاثية محكمة هي :" القيادة والشعب والجيش " ، وهذه الثلاثية هي الهدف من هذه الحملات المتكررة والتي تظهر افكارها واشاراتها في مقالات تبدو فيها معاني الحرص على الاردن وقيادته وجيشه ، أو في الهجوم المباشر من الخارج وتلفيق معلومات محرفة وكاذبة .
والاردن في تاريخه واجه مواقف معقدة وليس فقط من الغزوات الوهابية بين عامي 19222 و1924 ، ولا من حوادث الخمسينات وأولها اغتيال الشهيد الملك المؤسس عبدالله الاول ، ولا من سلسلة الفتن الداخلية لتمزيق النسيج الوطني الاردني ، ، ولم يتأثر الاردن بالحروب التي خاضها من اجل العرب وفلسطين ، بل أن الصمود الاردني وثباته وبقائه المخلص الوفي لقيادته وقضيته وارضه وللقدس والاقصى وهذه شكلت سببا مهما من اسباب استهداف الاردن ولدفعه ليسير في درب التنازلات لصالح العدو ومن هم يعملون معه أو على الأقل زعزعة أمنه واستقراره.
الموقف الحالي الذي تمر به امتنا العربية هو اختبار حقيقي لها ، ويكشف مقدار الاعمال الفعلية لنصرة اهلنا في غزة ، وما حجم المساعدات وكيفية توصيلها ، ومن يعملون على الارض وسط القتل والتدمير ؟ ويكشف الموقف كذلك من أشبعنا شعارات وبطولات ومواقف ،
ولكن في ظل كل هذه الاحداث تخرج نغمات ناشزة تتناول بلدي الاردن ، ينشرون كلاما هو موضع سخرية ويدرك الاردنيون زيفه وكذبه ، ويعرفون الاهداف التي ابسطها التشكيك بالمواقف الاردنية والمس بثقة جيشه وتاريخه المشرف ، وحتى أن هناك اصوات من بيننا وكأنها تمهد "للعدو" لما سيحصل في القدس والمسجد الاقصى ومصير الوصاية الهاشمية . ودائما جلالة الملك عبدالله الثاني يقول "واجهتنا صعاب وفي كل مرة نخرج أقوى ،"
ونحن اليوم الأقوى وتزيدنا مواقف القيادة الهاشمية وتضحيات جيشنا ثقة بالمستقبل ، وندرك اننا في موقف مشرف نعمل كل ما نستطيع من اجل العروبة وفلسطين والقدس وغزة .
ولكن هناك أصناف من الاعداء المباشرين وغير المباشرين والمحتملين والمتربصين ، وكل هؤلاء نسألهم : ما الذي تريدونه من الاردن ؟
ربما ابسط الاهداف لديهم هو " ان ينتحر الاردن " حتى يتم القضاء على اخر معاقل العروبة والثبات ، واخر صوت للاقصى والقدس والحق العربي ،
وحتى نبقي الارض العربية والمقدسات مستباحة، وأي استباحة يريدون ؟؟!!!!.