على من تقع هذه المسؤولية الكارثية الممنهجة ؟! بأية لغة يجب ان نتحدث ! الا يكفي التهجير والقتل والدمار ! هل هناك من كارثة اكبر تلوح بالأفق ؟
هل التجويع يعتبر عقابا جماعيا ! ولكن هذا العقاب لمن ! للنساء والاطفال !
جائعون -عطشى ضعفاء والمطلوب عالم جديد افضل كيف! !
الجوع نحت تعاريجه الغليضة معالم وجوه واجساد النساء والاطفال والشيوخ ، الجوع الذي حول الناس ان تركع على عتبات الخوف والصمت والعجز والخنوع ، الجوع الذي يكوي عظام وافئدة البسطاء والفقراء الذين لا حيلة لهم الا بربهم ، الجوع الذي ينهش احشاء الصغار قبل الكبار ، يموتون جوعًا وعطشًا تحت الركام ،نرى الجوع مكسورا عظاما ولحما واشلاء ، نشاهد سماسرة الموت هنا وهناك ، ولا نحرك ساكنا ،نرى ونسمع، نتأثر بضع دقائق بل ثواني لحفظ ماء وجوهنا وتخدير نبض ضمائرنا الخافت الصامت المتفرج ،نعم لقد اعتدنا العجز والاستسلام ، نعم لقد اصبحنا جوعى العدل والكرامة ، نعم لقد اصبحنا جوعى الانسانية .جوعى الحقوق والواجبات جوعى الاتفاقيات الدولية التي قد ركنت على الرف ، صيحات الاطفال اصبحت مجرد رنين .
الوضع في قطاع غزة تحول الى أسوء كارثة انسانية يشهدها العالم ،ماذا بعد ! عدد القتلى اصبح بارتفاع جاوز الثلاثين الفا واغلبهم من النساء والاطفال عدا الجرحى والمفقودين ، وعندما نطلب تطبيق القواعد الدولية والإنسانية لا نرى الا اذنين صماء قد حشيت قطنا . او لربما تحولت لسماع الحان بتهوفن قبل النوم .
ما الذي يحدث في غزة ! حتى قبل هدا التصاعد في الاعمال العدائية نشأ الاطفال في فلسطين في ظل اعمال عنف متكررة وفقر مدقع ، وسوء التغذية وقلة المياه النظيفة وتعرض الاطفال وأسرهم لاعتداءات في اماكن ينبغي ان تكون هي الأكثر امنا لهم .المنازل الملاجىء المستشفيات ، دور العبادة المدارس اماكن الإيواء ،قد تضرر ودمر وتعمل
بعض القليل من المستشفيات التي سلمت من الدمار دون توفر الوقود او حضانات للمواليد الجدد دون توفر الادوية وغيرها من المعدات المنقذة للارواح وهاهم يسارعون الموت على قارعة الطريق ، وتستمر الاحتياجات الانسانية في التصاعد في كل ساعة بل في كل دقيقة .
حينما تندلع الحروب يعاني الاطفال من مجاعة سوء التغذية وبيان من اليونيسيف يفيد حول خطر المجاعة في قطاع غزة ، يحذر احدث تقرير للتصنيف المتكامل للأمن الغذائي من ان انعدام الامن الغذائي الحاد ، يعرض جميع الاطفال دون سن الخامسة في قطاع غزة لخطر الاصابة بسوء التغذية الحاد والوفاة التي يمكن الوقاية منها .
ولكن الاهم من ذلك هو ان تقرير اللجنة المتكاملة لتصنيف مراحل الامن الغذائي قد اكد على ان هذه الظروف المأساوية المجاعيه الممنهجة لا يجب ان تستمر ، ولا يزال من الممكن انقاذها ، خاصة في الايام والأشهر المقبلة ونحن على ابواب شهر رمضان المبارك ولكن يجب علينا ان نتحرك الان .
نحن بحاجة الى وقف اطلاق نار انساني حتى يسمح بإدخال المساعدات الانسانية والخدمات الاساسية للاستخدام للوقاية المبكرة من سوء التغذية الحاد والكشف عنه وعلاجه ،فضلا عن المياة والامدادات الطبية والوقود وهذه ابسط انواع الحياة .
طفلة غزاوية تقول بدنا نعيش كباقي الاطفال على شاشات الفضائيات. هذا لا يحرك ساكنا!. الحجر بكى ، الألم كبير .بل كبير جدا ،
نحن نحتاج الى احترام للقانون الدولي الانساني لحماية السكان المدنيين بما في ذلك مبدأي التمييز و التناسب ، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية السكان المدنيين وضمان حماية الأطفال ومساعدتهم.
وقف اطلاق النار لاسباب انسانية سينقذ الارواح التي اصبحت على وشك التهالك ويسمح بتوسيع الاستجابة الانسانية ويساعد على توفير افضل لحماية الاطفال الذين اصبحت حياتهم ومستقبلهم في خطر نتيجة التجويع الممنهج.
يجب انهاء الوضع الكارثي في غزة بفرض التهجير القسري في غزة واستمرار تدهور الوضع الاقليمي في المنطقة .
اقولها وارددها مرة ثانية ورابعة هل هناك كارثة جديدة تلوح بالأفق والتي ستكون لها عواقب محتملة بين الاجيال.