قال الفريق أول ركن ياسر العطا مساعد قائد الجيش السوداني، إنه لن تكون هناك هدنة في السودان خلال شهر رمضان ما لم تغادر قوات الدعم السريع المواقع المدنية.
جاء ذلك في بيان صدر بعد إعلان الجيش تقدم قواته في أم درمان، ودعوة مجلس الأمن الدولي إلى هدنة في رمضان.
وقالت قوات الدعم السريع إنها ترحب بالدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وأشار العطا في البيان، الذي صدر على قناة الجيش الرسمية على تطبيق "تلغرام" واستند إلى تصريحات أدلى بها هو نفسه السبت في ولاية كسلا، إلى أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في رمضان ما لم تلتزم قوات الدعم السريع بالتعهد الذي قطعته على نفسها في مايو الماضي، في المحادثات التي توسطت فيها السعودية والولايات المتحدة في جدة، بالانسحاب من المنازل والمرافق العامة.
وجاء في البيان أيضا أنه لا يجب أن يكون لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، أو لأسرته أي دور سياسي أو عسكري في السودان في المستقبل.
وقال في احتفال بمناسبة تخريج دفعات جديدة من الجيش: "لا هدنة في رمضان إلا إذا نفذت الميليشيات اتفاق جدة الذي وقع في مايو 2023 بالخروج من المنازل والأعيان المدنية".مبان مدمرة
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان منتصف أبريل 2023، في ظل توتر بشأن خطة الانتقال إلى حكم مدني.
واتخذ الجيش موقفا دفاعيا من الناحية العسكرية، خلال معظم فترات الصراع الذي دمر مساحات شاسعة من العاصمة وتسبب في عمليات قتل بدوافع عرقية في دارفور، وأدى إلى أكبر موجة نزوح في العالم.
وسيطرت قوات الدعم السريع على مساحات واسعة من العاصمة في الأيام الأولى من القتال.
لكن الجيش استعاد في الآونة الأخيرة السيطرة على بعض المناطق في أم درمان، التي تشكل إلى جانب الخرطوم وبحري العاصمة الأوسع.
وقال محمد عبد الرحمن، أحد سكان حي ود نوباوي في أم درمان، إن السكان العائدين للمناطق التي استعادها الجيش يريدون المساعدة في استعادة الخدمات وإصلاح أضرار الحرب المنتشرة في كل مكان، مثل المباني والمتاجر والأكشاك المدمرة والمركبات المحترقة.
وأضاف: "نريد أن نعمل كشباب مع الجهات الرسمية لنعيد عائلاتنا، ونأمل أن نبدأ صيام شهر رمضان في بيوتنا".وقال الجيش إنه لم يتلق أي اتصال من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشأن هذا العرض، ووصف ما قالته قوات الدعم السريع بأنه "أكاذيب".
وفشلت عدة محاولات دولية للتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليونا، أي نصف سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات، بينما فر نحو 8 ملايين من منازلهم في ظل زيادة معدلات الجوع.
وتقول الولايات المتحدة إن طرفي الصراع ارتكبا جرائم حرب، كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى هدنة في رمضان.
وذكر سفير السودان لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن، الخميس، أن قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الحاكم عبد الفتاح البرهان يرحب بدعوة غوتيريش، لكنه يتساءل عن كيفية تنفيذها.
وقالت وزارة الخارجية السودانية إن نجاح أي دعوة لوقف إطلاق النار يتطلب انسحاب قوات الدعم السريع من مناطق تشمل ولايتي الجزيرة وسنار، وعدة مدن في دارفور معقل قوات الدعم السريع.