كلف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس، محمد مصطفى بتشكيل حكومة جديدة خلفا لمحمد اشتية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
محمد مصطفى هو أحد أبرز رجال الأعمال الفلسطينيين وهو اقتصادي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، في السابق مجموعة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) وكذلك صندوق الاستثمار الفلسطيني التابع للسلطة الفلسطينية بأصول تبلغ حوالي مليار دولار لتمويل مشروعات في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية.
وعُين قبل عشر سنوات للمساعدة في قيادة جهود إعادة الإعمار في غزة بعد عدوان إسرائيلي سابق على قطاع غزة.
واستقال رئيس الوزراء محمد اشتية ، عضو حركة فتح التي يتزعمها محمود عباس، في 26 شباط الماضي لتمهيد الطريق لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ورغم أن مصطفى قريب من عباس، فهو ليس عضوا في فتح مما قد يجعله أقل إثارة للجدل.
وسيواجه مصطفى مهمة إدارية ودبلوماسية ضخمة بعد تحول مساحات كبيرة من غزة الآن إلى ركام ونزوح معظم سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة واحتياجهم إلى المساعدات. وتشهد الضفة الغربية أيضا أسوأ أعمال عنف منذ عقود.
وبالإضافة إلى مهمة الإشراف على مساعدات دولية متوقعة بمليارات الدولارات، سيحتاج مصطفى إلى التأييد السياسي من حركة حماس والتعاون من جانب إسرائيل التي أعلنت أنها تريد القضاء على الحركة.
ودعت الولايات المتحدة إلى إجراء إصلاحات جذرية في طريقة الإدارة داخل السلطة الفلسطينية. وتريد واشنطن أن تلعب السلطة الفلسطينية دورا قياديا في حكم القطاع بعد الحرب.
وقال الخبير الاقتصادي الفلسطيني محمد أبو جياب "الجميع في أزمة، فتح في الضفة الغربية في أزمة، وبكل وضوح أيضا حماس في أزمة في قطاع غزة".
وأضاف أن مصطفى (69 عاما) يمكن أن يمثل "المخرج" لكليهما.
كان الرئيس الفلسطيني قد عين مصطفى رئيسا لصندوق الاستثمار الفلسطيني في عام 2015. وعمل نائبا لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية من عام 2013 إلى عام 2014، وترأس لجنة مكلفة بإعادة إعمار غزة بعد الحرب التي استمرت سبعة أسابيع واستشهد فيها أكثر من 2100 فلسطيني.
وقال مصطفى في كلمة ألقاها في دافوس في 17 كانون الثاني "الكارثة والأثر الإنساني" للحرب الآن أكبر بكثير مما كانت عليه قبل عشر سنوات.
وتقول السلطات الصحية في غزة إنه تأكد استشهاد 31 ألف شخص، ويعتقد أن آلافا آخرين مدفونون تحت الأنقاض.
وتقول إسرائيل إنها لن تتعاون أبدا مع أي حكومة فلسطينية ترفض التبرؤ من حماس.
ووصف مصطفى في كلمته بدافوس هجوم السابع من أكتوبر بأنه "مؤسف للجميع".
وقال "لكنه أيضا عرض لمشكلة أكبر... يعاني منها الشعب الفلسطيني منذ 75 عاما بلا توقف".
وأضاف "ما زلنا نعتقد إلى اليوم أن إقامة دولة للفلسطينيين هي السبيل للمضي قدما، لذلك نتمنى أن نتمكن هذه المرة من تحقيق ذلك، حتى يستطيع كل الناس في المنطقة العيش في أمن وسلام".
ومصطفى عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة عباس والتي اعترفت بإسرائيل في بداية عملية السلام عام 1993 على أمل إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967،
وهي الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.
وقال مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في السابق إنهم ناشدوا عباس ضخ دماء جديدة، بما يشمل شخصيات من التكنوقراط ومتخصصين في الاقتصاد، إلى السلطة الفلسطينية بعد تجديدها للمساعدة في حكم غزة بعد الحرب، لكنهم قالوا إنهم لا يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم يمارسون الضغط من أجل الموافقة على أفراد بعينهم أو رفضهم.
قال مصطفى إن السلطة الفلسطينية تستطيع القيام بما هو أفضل من حيث بناء مؤسسات أكثر كفاءة وحكم أكثر رشدا "حتى نتمكن من إعادة توحيد غزة والضفة الغربية".
لكنه أضاف "إذا لم نتمكن من إزاحة الاحتلال، فلن تتمكن أي حكومة إصلاحية أو مؤسسات بعد إصلاحها من بناء نظام حكم جيد وناجح أو تطوير اقتصاد مناسب".
وولد مصطفى في مدينة طولكرم بالضفة الغربية. وحصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال والاقتصاد من جامعة جورج واشنطن. وعمل في البنك الدولي بالعاصمة الأميركية.
وصرح في 17 كانون الثاني بأن إعادة بناء المنازل وحدها ستحتاج إلى 15 مليار دولار.
وقال إنه سيواصل التركيز على الجهود الإنسانية على المدى القصير والمتوسط، معربا عن أمله في فتح حدود غزة وعقد مؤتمر لإعادة الإعمار.
وردا على سؤال عن الدور المستقبلي الذي يتوقعه لحماس، قال مصطفى أيضا إن "أفضل طريق للمضي قدما هو أن تكون (العملية) شاملة قدر الإمكان"، مضيفا أنه يود أن يتحد الفلسطينيون حول أجندة منظمة التحرير الفلسطينية.