روى شاب فلسطيني من قطاع غزة تفاصيل اعتقال وتعذيب ابن عمه المُقعد عز الدين البنا من مدينة غزة بواسطة الجيش الإسرائيلي في نوفمبر/تشرين الثاني، الأمر الذي أدى لوفاته لاحقاً في أحد السجون الإسرائيلية.
وتوفي البنا، الذي اعتقل من داخل غزة، نهاية الشهر الماضي في سجن الرملة الإسرائيلي، وسط اتهامات فلسطينية لإسرائيل بتعذيبه بشكل مبرح وتجاهل إعاقته؛ ما تسبب له بمضاعفات صحية خطيرة أدت لوفاته.
اعتقال وتعذيب
وقال طارق البنا، أحد أقرباء عز الدين، إن "ابن عمه والذي يسكن بمدينة غزة، تعرض للاعتقال على يد الجيش الإسرائيلي في نوفمبر/ تشرين أول الماضي"، لافتاً إلى أنه ضرب بشكل مبرح في اللحظات الأولى من اعتقاله.
وأوضح البنا، أن "عز الدين البالغ من العمر 40 عاماً مصاب بالشلل النصفي منذ سنوات طويلة، ويعاني من مضاعفات صحية خطيرة"، لافتاً إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يكترث لطبيعة حالته الصحية.
وأضاف: "عز الدين نزح أكثر من مرة داخل غزة ليكون بعيداً عن مناطق العمليات العسكرية الإسرائيلية، إلا أنه وفي آخر مرة تم اقتحام المنزل المتواجد فيه وعدد من أبناء العائلة وجرى اعتقالهم جميعاً والتنكيل بهم".
وأشار إلى أنه "بالرغم من الاستغاثات التي أطلقها عز الدين للجنود الإسرائيليين وتأكيده لهم بأنه مُقعد ومريض، إلا أن الجيش أمعن في ضربه وتعذيبه بشكل قاس وأجبره على التحرك زحفاً باتجاه باب الشقة السكنية".
إصابة بالرصاص
وبين البنا، أن "عز الدين تعرض لإصابة برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية الاعتقال، حيث أصيب برصاصة مباشرة في منطقة الحوض خلال اقتحام الشقة السكنية"، مؤكداً أن الجيش اقتحم المكان بشكل وحشي وبإطلاق نار كثيف.
وتابع البنا: "الجيش الإسرائيلي تعمد ضرب وإذلال عز الدين بعد إصابته بالرصاص، وجرى سحبه على الأرض خلال نقله لإحدى الشاحنات العسكرية، كما أن الجنود رفضوا اصطحاب الكرسي المتحرك الخاص به".
ووفق البنا، فإن "عددًا من أقربائه الذين كانوا متواجدين مع عز الدين أكدوا أن الجنود الإسرائيليين سحبوه على درج المنزل وألقوه بشكل وحشي داخل الشاحنة العسكرية، وأنهم ولمدة طويلة لم يحصلوا على أي معلومة حوله".
وزاد: "الجيش الإسرائيلي اعتقل عددا كبيرا من أفراد العائلة، وكنا نتوقع سماع أنباء مقتلهم بأي لحظة، خاصة مع التعذيب القاسي الذي تعرضوا له"، قائلاً: "رغم أن مقتل عز الدين مؤلم جدًّا إلا أننا كنا نتوقع الخبر بسبب المعاملة الوحشية التي تعرض لها خلال اعتقاله".
جريمة طبية
وأكد الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، ثائر شريتح، أن "عز الدين البنا تعرض خلال عملية اعتقاله بالسجون الإسرائيلية للضرب والتعذيب المبرحين"، لافتاً إلى أن عز الدين ظل لفترة طويلة ضمن قائمة المفقودين.
وأوضح شريتح أن "إصابته بالرصاص خلال عملية اعتقاله أدت لتدهور كبير بحالته الصحية، كما أن الاحتلال عذبه بشكل وحشي ورفض تقديم أي علاج له"، مؤكداً أن الإهمال الطبي والاعتقال الوحشي سببان رئيسان لوفاته.
وأضاف: "ما حدث لعز الدين جريمة طبية متكاملة الأركان، كما أنها جريمة تعذيب ضد الإنسانية"، مشيراً إلى أن عددا كبيرا من سكان القطاع ممن جرى اعتقالهم يتعرضون للتعذيب والتنكيل الشديدين، وموجودون في أماكن مجهولة.
واتهم شريتح، "الجيش الإسرائيلي بإعدام عدد من أسرى غزة داخل سجونه". وأكد بناء السلطات الإسرائيلية لسجون جديدة لاحتجاز سكان غزة بعضها تحت الأرض"، مطالباً بتدخل دولي لكشف مصير معتقلي غزة.