قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، إن إجماع الحزبين الديمقراطي والجمهوري حول الشؤون الخارجية للولايات المتحدة، لعقود كان خاطئاً.
وأضافت المجلة أن هذا "الإجماع الخاطئ" كثيرًا ما أضر بمكانة الولايات المتحدة في العالم وقوض قيم البلاد المعلنة.
وأشارت إلى ذلك سواء كان الأمر يتعلق بالحروب في فيتنام وأفغانستان والعراق، أو الإطاحة بالحكومات الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، أو التحركات الكارثية على التجارة، مثل الانضمام إلى اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، وإقامة علاقات تجارية طبيعية دائمة مع الصين؛ الأمر الذي كان بمثابة كارثة للطبقة العاملة في أمريكا.
وعكس تقرير المجلة النمط السائد على ما يحدث حاليًّا، إذ تنفق الولايات المتحدة مليارات الدولارات لدعم الجيش الإسرائيلي والدفاع عن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، في حربها على غزة والتي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف، وتجويع مئات آلاف آخرين في القطاع.
وقال إنه في الوقت نفسه، من السهل أن نرى أن خطابات وقرارات القادة في كلا الحزبين الرئيسين لا تسترشد في كثير من الأحيان باحترام الديمقراطية أو حقوق الإنسان.
وأضافت: "لكنهم يسبغون النزعة العسكرية على تلك الخطابات، بالإضافة للتفكير الجماعي، وجشع وقوة مصالح الشركات، وخاصة في إطار التهديد الذي تشكله الصين، وفي النمو المستمر للمجمع الصناعي العسكري".
ونتيجة لذلك؛ أضافت المجلة: "أصبحت الولايات المتحدة معزولة على نحو متزايد، ليس فقط عن الدول الأفقر في العالم النامي، بل أيضاً عن العديد من حلفائها القدامى في العالم الصناعي".
وخلصت إلى أنه "يجب إعادة توجيه السياسة الخارجية الأمريكية بشكل جذري، ويبدأ القيام بذلك بالاعتراف بإخفاقات الإجماع بين الحزبين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ورسم رؤية جديدة تركز على حقوق الإنسان، والتعددية، والتضامن العالمي".