أفادت صحيفة "معاريف" العبرية، مساء اليوم الثلاثاء، أن انضمام المجر لموقف الاتحاد الأوروبي بشأن فرض عقوبات على مستوطنين يهود، تورطوا في أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، يعني أن الاتحاد "نجح بتحييد سلاح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السري".
ودعمت المجر الموقف الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة قبل أكثر من 5 أشهر، وكرر وزير خارجيتها بيتر سيارتو تأكيده على وقوف بلاده إلى جانب إسرائيل، وقال إن لديها الحق في الدفاع عن نفسها.
وذكرت الصحيفة أن تحولًا كبيرًا يحدث في الموقف المجري إزاء السياسات الإسرائيلية، كما أعلن سيراتو ذاته، يوم أمس الإثنين، انضمام بلاده لموقف 26 دولة أوروبية قررت فرض عقوبات على مستوطنين.
وحذا الاتحاد الأوروبي حذو الولايات المتحدة الأمريكية، وقرر فرض سلسلة من العقوبات على مستوطنين يهود تورطوا في أعمال عنف بحق الفلسطينيين في الضفة.
اختبار للعلاقات
وأكدت الصحيفة أن يوم الخميس المقبل، سيشهد اختبارًا آخر للعلاقات الإسرائيلية المجرية، حين تصوت 27 دولة في الاتحاد، من بينهم المجر ورئيس وزرائها فيتكور أوربان، في قمة بروكسيل، على مشروع قرار بشأن استمرار الحرب على قطاع غزة.
وسيصوت زعماء الاتحاد على مسودة قرار تطالب بهدنة إنسانية فورية تقود إلى وقف دائم لإطلاق النار، الأمر الذي رأت الصحيفة أنه "اختبار كبير للعلاقات الإسرائيلية مع المجر".
وذكرت الصحيفة أن أنظار إسرائيل تتجه صوب رئيس وزراء المجر الذي سيشارك في القمة، لترى إذا ما كان سينضم للدول الأوروبية التي تمارس ضغوطًا على إسرائيل لوقف إطلاق النار، وتعتزم زيادة ضغوطها الدبلوماسية.
وقدرت أنه في حال تأييد المجر لقرارات الاتحاد بشأن الهدنة، بعد دعمها لقرار العقوبات على المستوطنين، فإن الحديث سيعني تحولات جوهرية في سياسات بودابست تجاه إسرائيل.
ولفتت إلى منظومة علاقات قوية للغاية جمعت بين أوربان وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كذلك على المستوى الشخصي والأيديولوجي، وقالت إن الاثنين ينتميان لليمين، ويعدَّان من الزعماء اليمنيين الأبرز في العالم الغربي.
تسونامي سياسي
وتابعت أن نتنياهو وظَّف علاقته مع أوربان طوال سنوات؛ من أجل صد قرارات الاتحاد الأوربي المعارضة لإسرائيل، وكان قد طالبه في اجتماعات مغلقة بممارسة ضغوط والتأثير على قرارات دول الاتحاد.
وفي أعقاب هجوم حماس، في الـ7 من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، زار وزير خارجية المجر إسرائيل للإعراب عن تضامنه معها، كما زارتها الرئيسة المجرية المستقيلة، كاتالين نوفاك، في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وأعربت عن تضامنها مع تل أبيب.
وختمت الصحيفة بأنه على الرغم من عدم نهاية "شهر العسل" بعد بين بودابست وتل أبيب، إلا أن هناك إشارات تحذيرية قوية وصلت حكومة نتنياهو، حيث زادت حدة لهدة الحديث بالمجر خلال الأيام الأخيرة، وبدأت بوادر مماطلة في تطوير التعاون العسكري بين البلدين، مشيرة إلى أن خسارة تأييد أوربان تدل على "تسونامي سياسي" سيضرب إسرائيل.