أولى خطوات بناء مؤسسات الدولة مكافحة الفساد، إذ لا يمكن ان تستقيم الدولة مع وجود الفساد بمظاهره، الفساد داء عضال لا دواء له، ويتعين مواجهته والتصدي له بحزم من أول خطوة.
من يتحدثون عن بناء الدولة ويطلقون الوعود للبسطاء باقتراب موعد تلك الدولة العادلة القوية وهم غارقون في مستنقع الفساد، إنما يكذبون بذلك ويبيعون الوهم، حتى يستمر الوقت متاحا أمامهم لتقوية نفوذهم، للاستحواذ على المقدرات الممكنة.
الجماعات التي تتسابق من أجل بسط نفوذها، هي في الأصل لا تؤسس بهذه الممارسات مداميك الدولة. الدولة لا تضم في قوامها قوى متصارعة، وجماعات متنفذة.
يساهم الفساد المالي والإداري في تقويض مفهوم الدولة، وبروز أقطاب الدولة العميقة، التي ينصب جل اهتمامها في خدمة مصالح شللها، على حساب الأعظمية الكبرى من أبناء المجتمع.
من مهام الدولة خدمة الإنسان وحمايته، وتوفير سبل العيش الكريم له، والارتقاء بمستواه الثقافي والاقتصادي.
الطبقة المثقفة الواعية في المجتمع المؤمنة بالعدالة والمواطنة المتساوية، هي القادرة على النهوض بمتطلبات بناء الدولة، وينبغي ان تتاح لها الفرص المناسبة، للمشاركة والإسهام في بناء مؤسسات البلد، وفق معايير موضوعية أساسها الخبرة والمهنية.