استطاع عرب الجنوب الحضارمة والعمانيون أن يلعبوا دورًا في نشر الإسلام في القرن الأول الهجري حتى مجيء البرتغاليين في القرن العاشر الهجري، ومعهم هجرات واسعة من الحضارمة اليمنيين المسلمين إلى مناطق كثيرة في أرخبيل الملايو، حتى أنهم استطاعوا تأسيس سلطنات مستقلة في جزيرة جاوا، مثل سلطنة سياك وسلطنة بونتياك وسلطنة أتشي.
وكان من أبرز الأمور التي أدت إلى انتشار الإسلام في إندونيسيا هي زواج هؤلاء التجار الحضارمة والعمانيين وغيرهم من المسلمين.
وقد زار الرحالة المغربي الأشهر ابن بطوطة هذه المناطق في حدود عام 743 هــ/ 1345م، ورأى الملك الظاهر ابن الملك الصالح سلطان الجاوا. يقول ابن بطوطة: "وهو من فضلاء الملوك وكرمائهم، محبٌّ للفقهاء، يحضرون مجلسه للقراءة والمذاكرة، وهو كثير الجهاد والغزو، ومتواضع؛ يأتي إلى صلاة الجمعة ماشيًا على قدميه. وأهل بلاده شافعية محبون للجهاد، يخرجون معه تطوعًا، وهم غالبون على من يليهم من الكفار، والكفار يعطونهم الجزية على الصلح".
وبفضل جهود ملوك سومطرة، وتوطُّد دعائم الإسلام في سواحلها، فقد أخذ الإسلام يشق طريقه إلى المناطق الداخلية.
ومن إقليم جاوا والملايو أخذ الإسلام في التوسع في القرنين الخامس عشر والسادس عشر إلى المناطق المجاورة من جنوب شرق آسيا، مثل كمبوديا وتايلاند. ومع فاتحة العصور الحديثة حرص أبناء هذه المناطق على إرسال أبنائهم إلى التعلم في الأزهر الشريف في مصر، وكان أشهرهم الشيخ ظاهر جلال الدين الأزهري الذي كان من أكبر دعاة الإسلام في سومطرة وماليزيا، التي توفي فيها سنة 1956م، وهو أحد أبناء مدرسة الشيخ محمد عبده. وكذلك الشيخ مختار لطفي والشيخ إلياس يعقوب، اللذان تعلَّما في الأزهر أيضًا، وأسسا مجلة "مروان أزهر"، أي نداء الأزهر باللغة الإندونيسية، في مصر.
وفي رمضان يقوم أهل إندونيسيا ببعض العادات، منها "التطهير"، وهو استعداد لشهر رمضان. ففي وسط وشرق جاوا يغمر المسلمون أنفسهم بماء الينابيع بالكامل، وينقعون أجسادهم من الرأس حتى القدم في الماء؛ ما يشعرهم بالتطهير والنقاء مع استقبال الشهر الكريم.
ويُعدُّ رمضان في إندونيسيا حدثًا استثنائيًّا؛ فالعُطل الرسمية تمتد لأسبوعين قبل وبعد عيد الفطر.
وبالرغم من أن الدولة تعترف بست ديانات رسمية حسب قانون بانتشاسيلا المقدس، فإن إجازة رمضان، وكذلك مضاعفة المعاشات، لا تفرقان بين موظف مسلم وغيره.
كما يتجلى رمضان كمناسبة وطنية في يوم الترحيب الخاص به؛ إذ يخرج أبناء المدارس حاملين في أياديهم مشاعل، ويرددون الابتهالات والأهازيج.