كشفت دراسة حديثة عن أن النعاس يجعلك تشعر أنك أكبر من عمرك بـ10 سنوات، مما يؤكد على ضرورة الحصول على قسط كاف من النوم.
وأجرى الدراسة باحثون بقيادة الدكتورة ليوني بالتر من جامعة ستوكهولم السويدية، ونشرت نتائجها في مجلة بروسيدنجز أوف ذا رويال سوسايتي بي (Proceedings of the Royal Society B) في 27 مارس/آذار الجاري. وكتب عنها موقع ساينس ديلي (science daily).
الشعور بالشباب ليس مجرد شعور شخصي، بل هو أمر مرتبط بمعطيات صحية. وكانت أظهرت دراسات سابقة أن شعور الشخص بعمر أصغر من عمره مرتبط بحياة أطول وأكثر صحة. كما يوجد ما يدعم أن شعور الشخص بعمره يعكس العمر الحقيقي لدماغه. ويعد النوم عاملا أساسيا في صحة الدماغ والرفاه العام للإنسان. كما يرتبط بسلوكيات نفسية إيجابية مثل التفاؤل والأمل والمرونة.
يشعر الكثير من الأشخاص بعمر أصغر من عمرهم الحقيقي. يقل انتشار هذه الظاهرة بين الأفراد الأصغر عمرا، ولكن بعد عمر الـ30 يصبح الفرق بين العمر الحقيقي والعمر الذي نشعر به أكثر وضوحا.
وكانت أظهرت دراسة سابقة حول الصحة والتقاعد أن الأشخاص الذين يشعرون بعمر أكبر من عمرهم الحقيقي يعانون من تدهور بالذاكرة أعلى بنسبة تتراوح بين 20-70%.
النوم ساعات قليلة يزيد من العمر الذي تشعر به وقالت الدكتورة ليوني بالتر إنهم قد قرروا البحث عن أية أسرار وراء الدور الذي يلعبه النوم في الحفاظ على الشعور بالشباب. وشملت الدراسة قسمين.
أجري القسم الأول من الدراسة على 429 شخصا تتراوح أعمارهم بين 18-70 عاما، وقام الباحثون بسؤالهم عن العمر الذي يشعرون به وعن عدد الأيام التي لم يناموا فيها بشكل كاف خلال الشهر الماضي، كما تم سؤالهم عن مقدار شعورهم بالنعاس.
وقد أظهرت النتائج أن كل ليلة لا ينام الشخص فيها وقتا كافيا قابلها شعور بعمر أكبر بمتوسط 0.23 عاما.
في القسم الثاني من الدراسة قام الباحثون بوضع قيود على نوم 186 شخصا لليلتين وسمحوا لهم بقضاء 4 ساعات فقط على أسرّتهم في كل ليلة. بعد ذلك سمحوا لهم بالنوم وقتا كافيا لليلتين، لمدة 9 ساعات في كل ليلة.
وشعر المشاركون الذين تم تقييد نومهم بأنهم أكبر بـ4.4 أعوام من عمرهم الحقيقي مقارنة بالأشخاص الذين استمتعوا بالنوم لوقت كاف.
يظهر أن تأثير النوم على العمر الذي يشعر به الشخص يرتبط بشعور الشخص بالنعاس. الشعور باليقظة ارتبط بعمر أقل بمقدار 4 سنوات عن العمر الحقيقي، فيما ارتبط الشعور الشديد بالنعاس بعمر أكبر بـ6 سنوات عن العمر الحقيقي.
وأوضحت الدكتورة بالتر أن الفرق في العمر بين الشعور بالنعاس والشعور باليقظة هو مجموع قسمي الدراسة، يعني 10 سنوات.
النوم والصحة
ووفقا للأكاديمية الأميركية لطب النوم فإن النوم ضروري للصحة، فهو يؤثر على الوظائف الإدراكية والمزاج والصحة العقلية وصحة القلب والشرايين، كما أن النوم ساعات كافية يقلل من الإصابات التي تحدث على الطرقات و في أماكن العمل الناجمة عن النعاس و الإرهاق.
بالمقابل فإن عدم النوم على المدى القصير وعلى المدى البعيد والاضطرابات في الساعة البيولوجية واضطرابات النوم التي لم يتم علاجها تضر سلامة المجتمع وصحته النفسية والجسدية. ويرتبط عدم النوم ساعات كافية لفترة زمنية طويلة بزيادة احتمالية الموت ويزيد من الأعباء الاجتماعية المرتبطة بعدد من الأمراض مثل أمراض القلب والسكري والسمنة.
نوعية النوم تشير المراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية منها إلى أنه على الرغم من أهمية النوم لساعات كافية فإن هناك عوامل أخرى مهمة تؤثر على صحة الشخص. فنوعية النوم أيضا عامل مهم. ومن العلامات التي تدل على أن نوعية النوم غير الجيدة: عدم الشعور بالراحة رغم النوم لساعات كافية، والاستيقاظ بشكل متكرر خلال الليل، والشعور بأعراض اضطرابات النوم مثل الشخير واللهاث.
عادات النوم الصحية توصي المراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية بالتالي لعادات نوم صحية:
النوم بشكل منتظم بالذهاب إلى السرير في نفس الوقت كل ليلة والاستيقاظ في نفس الوقت حتى في أيام العطل. الحرص على الهدوء والعتمة في غرفة النوم وأن تكون مريحة ودرجة الحرارة فيها مناسبة. إزالة الأجهزة الإلكترونية مثل التلفاز والحاسوب والهاتف من غرفة النوم. تجنب الوجبات الكبيرة والقهوة قبل النوم. عدم التدخين. ممارسة الرياضة في النهار، حيث إن الأشخاص النشيطين نهارا يمكنهم النوم بشكل أسهل في الليل