لا زلنا نكرر حالة الربيع العربي ، حين كانت الحشود تجتمع في دوار الداخلية او في الساحة المقابلة لمستشفى الاردن ، او ساحة النخيل ، مع تجمعات في بعض البلدات الاردنية ، وعشنا مرحلة من القلق والخوف من استغلال المغرضين وتحويل هذه التظاهرات الى دموية وفق ما كانوا يخططون ويُخطط لها من الخارج لزعزعة امن واستقرار الاردن .
وانتهت حالة الربيع بعد جفاف المصادر والان الكل يسأل ما الهدف من الربيع العربي ؟ وما هي نتائجه غير تدمير الاقتصاد وخلق حالة فوضى مستمرة سياسيا وثقافيا واجتماعيا هي مستمرة للان ولا حل لها .
وكم حاولوا تصدير ربيعهم الى الاردن وما نجحوا لتماسك شعبه ووعيه وانضباطية الامن الاردني وحزمهم .
في حالة الربيع العربي السابقة كنا نسبق العديد من الدول في ترسيخ نهج الديمقراطية وسن القوانين وعدا عن مميزات نظامنا غير الديكتاتوري او القمعي ،
واليوم نحن نتفوق على العالم في اسنادنا للقضية الفلسطينية والقدس ، واهلنا في غزة ،
ومواقف جلالة الملك عبدالله الثاني السياسية هي اكثر من شجاعة وحاسمة ، ومواقفنا الانسانية هي الاقوى ووصولنا الى انسان غزة ومساعدته هي متفوقة وفريدة .
فما المبرر لهذه الحشود التي تخرج هتافاتها عن السياق السليم الى التحدي والاستفزاز والتعبير عن نكران الجميل ؟؟. بل لو يتم تنفيذ شعاراتها فعلى الاقل فاننا سنخنق اهل غزة بأيدينا ، وسنلغي معاهدة السلام ، ولكن فان هؤلاء المتظاهرين يدركون هذه الحقائق وهم يريدون ذلك ولم يعد يهمهم القضية الفلسطينية بل يهمهم تدمير وانتحار الاردن .لا يرفعون علما اردنيا ، ويحاصرون مبنى فارغا ، وهنا نتساءل لماذا ؟
وفي الحقيقة اين يجب ان تكون وجهة المتظاهرين الصحيحة ؟ هل نبقى متفرجين على حالة القلق التي نعيشها بانتظار انفجار الموقف ؟؟
من حقنا ان نطالب في هذه الحالة وهذا الظرف ان يكون لدينا حكومة عسكرية لمواجهة كل الاحتمالات ، ونلاحظ ان جيشنا الاردني هو الذي يقود المرحلة سواء بالمساعدات لاهلنا في غزة او مواجهة الظرف الدقيق في المنطقة الشمالية والشرقية .
نحن كأردنيين نريد ان ندرك ان لا انفلات في الوضع ، وهناك شدة وحزم لوقف هدر الجهد ومنع الانتهازيين من استغلال الوضع ،
ندرك ان كل ما يجري هو في خدمة العدو ، وهل نقبل ان نكون مساعدين وعونا لهؤلاء على انفسنا ؟
نحن لا نقبل الا نصرة اهلنا في فلسطين وغزة ونقف مع قائدنا وجيشنا ،
ولنكون كذلك يجب ان نكون في بيئة قادرة على العون ، وكل الجهود تتجه نحو الهدف الاسمى القدس وغزة وفلسطين ،
والحاجة لحكومة عسكرية هي حاجة طارئة لمواجهة اعوان العدو ، ولتسخير كل الجهود للوصول الى الحق ومنع مخططات العدو .
نحن بحاجة الى الحكومة العسكرية وبحاجة الى المزيد من الضبط والشدة ؟