أيام الزمن الجميل حيث كان الجيران عائلة واحدة وعلاقتهم حميمية في حي الشيوخ بالزرقاء والذي كان يقع في الجهة الغربية لشيك الكلية الفنية التي كانت تسمى مدرسة الميكانيك .
حي الشيوخ كان له من إسمه نصيب بخصوص سكانه وكما يقال زهرة من كل بستان وهو بالمناسبة ما زالت تسميته بهذا الاسم على أرشيف وخرائط بلدية الزرقاء هذا الحي تخرج منه العديد من كبار ضباط القوات المسلحة وكذلك أساتذة الجامعات والأطباء والنقابيين والصحفيين والقضاة والمحامين والاساتذة المعلمين وأئمة المساجد وغيرهم .
ما يميز الحي أنه كان في بداية الستينات يضم فسيفساء عشائرية من أبرزها افخاذ من عشائر أهل الجبل من البادية الشمالية الشرقية ويضم افخاذ من عشائر بني صخر واقاربنا عشائر بني حسن وتحديدا عشيرة المشاقبة وقسم من عشيرة العنزي والسردية .
أهم شيء كان يفرحك انصهار الجميع في قالب من الالفة والمحبة والتواصل والوحدة رغم أن الصلة ليست قرابة نسب ولكنها قرابة تحكمها الجيرة وروح الأخوة وكان هناك نخوة وفزعه خاصة في المناسبات المتعددة والتكافل موجود حتى في موضوع العونة في بناء منزل قبل أن تهجم علينا العاملة الوافدة .
نعم يا سادة انه زمن الانقياء أو كما يقولون الزمن الجميل وزمن الطيبين الذي أصبح ينقرض ويتلاشى بعد أن غزتنا الابنية الكنتونية والشقق المعلقة .
الجيران في هذا الحي كانوا صفحة بيضاء مصداقا لقول الشاعر (جار على جار بختري ونوار) .
إحدى الشخصيات الوطنية التي ترعرعت في هذا الحي الباشا اذعار علي فضيل الشنابلة ابو محمد أدام عليه الصحة والعافية هذه الشخصية التي كانت تحظى باحترام ومحبة الجميع خاصة بعد أن أصبح ضابط في سلك القوات المسلحة والباشا من مصغره وحتى تبوأ رتب متقدمة في الجيش العربي ربما كان آخرها مساعدا لرئيس هيئة الأركان المشتركة كان دائما مبتسما مع الصغير قبل الكبير نبراسة مقولة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ( تبسمك في وجه أخيك صدقة) ومهما تكلمت عن الباشا فشهادتي به مجروحة ونتذكر الباشا وأهله التي كانت جيرتهم الطيبة لا توزن بميزان ولا تقدر بأثمان .
ما جعلني أسوق هذه المقدمة انني قبل أيام وأنا اتصفح ألبوم صور العائلة انا وشقيقي القاضي الفاضل ابراهيم الخريشا وجدت صورة للباشا أبو محمد أبان كان مرشح بالكلية العسكرية حيث احتفظ بها شقيقي البروفسور خلف الخريشا بحكم زمالة الجيرة والدراسة كونهم أنهوا دراسة التوجيهي مع بعض لاحظوا مدى المحبة والألفة هذا هو الزمن الجميل وزمن المحبة والعرفان عند جيران البختري والنوار رغم طول السنين ما زالت صورة الباشا موجودة في الذاكرة عند الدكتور خلف .
ما زالت الذاكرة تحتفظ بالأحياء الشعبية العتيقة في الزرقاء لأنها أصالة الماضي للمدن وذكرياتها وماضيها الجميل وفي هذه الأحياء تشكلت باكورة الحياة الاجتماعية وترعرعت قيم التآخي والتعاون والمحبة والى لقاء مع شخصية من شخصيات الوطن الذين نفتخر بهم ونعتز .