كشفت صحيفة "لاربابليكا" الإيطالية، أن مجموعة من الخبراء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بدأوا ببحث حل للصراع العسكري القائم بين أوكرانيا وروسيا، يعتمد على ضم كييف لهذا الحلف، مقابل إعطاء موسكو إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم بشكل كامل.
ويشير التقرير إلى أن الصفقة لم تعرض على المستوى السياسي بعد، إلا أنها تمثل حلًّا نهائيًا لهذا الصراع الذي دخل عامه الثالث.
ويرى خبراء روس أن التوصل لهذه الصفقة ممكن، وأنه خيار لحل الصراع كما تم إبّان الحرب العالمية الثانية، وتقسيم أراضي ألمانيا. فيما يرى آخرون أن الحل غير قابل للتطبيق في هذه المرحلة نتيجة الظروف السياسية الدولية، ومنها الانتخابات الأمريكية المقبلة.
حل للصراع
وردًّا على سؤال حول إمكانية الطرح الجديد في حل الصراع، يرى الباحث في الشؤون السياسية الدولية سيرغي أولينيك، أن "ما يقال قد يكون فعلًا حلًا ينهي الحرب في أوكرانيا، فالغرب وصل لقناعة أن إمكانية هزيمة روسيا في أوكرانيا شبه مستحيلة، وهنا بدأ بالبحث عن خيارات أولها إيقاف تمدد روسيا في الأراضي الأوكرانية، وضمان عدم وجود تهديد مستقبلي للحلف".
ويتابع في حديثه صحفي أن" النهاية واضحة لأوكرانيا، وهي تقسيمها، ومن يتحمل مسؤولية ذلك في البداية سلطات كييف التي لم تقتنع طوال هذه السنوات بأن إيجاد حل وسط مع موسكو هو ضمان بقاء الدولة الأوكرانية وصون سيادتها".
وحول إمكانية قبول روسيا لهذا الطرح، يشير أولينيك إلى أن "السيناريو الذي جرى بعد الحرب العالمية، وتقسيم ألمانيا كان حلاً للدخول في مرحلة الهدوء بعد هذه الحرب، وأن العالم اليوم، ومعه روسيا، يريد هذا الهدوء، وإذا ما تم الاعتراف بأراضي إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم بأنها تابعة لروسيا باعتراف دولي وضمانات واضحة لموسكو تكون روسيا قد حققت أهدافها من الحرب، ما يعني انتصار موسكو".
وحول انضمام أوكرانيا للحلف، يوضح الباحث في الشؤون السياسية الدولية أن "هذه نقطة حساسة لكن أعتقد إذا ما كان الناتو جادًّا في طرحه بإنهاء الصراع سيكون هناك اتفاق بين الناتو وروسيا يحتوي على ضمانات للطرفين، خاصة في ملف التوسع والقواعد العسكرية يعني أن تكون أوكرانيا عضوًا في هذا التحالف لكن دون وجود قواعد عسكرية أو صواريخ تهدد أمن روسيا وهذا ما تريده موسكو بالضبط".
لا حلّ قريبًا للحرب في أوكرانيا
في المقابل يستبعد الباحث في الشأن الأوكراني تورال مينجاليف، أن يكون حل الصراع وفق تلك الصفقة بهذه السهولة، مشيرًا إلى عدة نقاط تقف حائلًا أمام التوصل لهذه الصفقة.
ويوضح مينجاليف، في حديث صحفي، أن "الوصول إلى حل شامل يحتاج المزيد من الوقت والمزيد من الصراع أيضًا".
ويتابع: "الحل السياسي الآن مجمد حتى إجراء الانتخابات الأمريكية ومعرفة من يصل إلى البيت الأبيض، فحل الأزمة مرتبط بواشنطن بشكل أساسي. وفي حال قدوم ترامب ربما سيكون حل الصراع مغايرًا لما يقال حاليا تماما".
وحول قبول كييف بالتخلي عن أراضٍ تابعة لها، يشير مينجاليف إلى أن" الأمر أكبر من أوكرانيا وما تريده، لكن من وجهة نظري الصراع وصل إلى المرحلة ما قبل الأخيرة ليتحول إلى حرب عالمية ثالثة، لذلك فإن مدة هذه المرحلة التي تسبق هذه الحرب العالمية لا أحد يعرف كم ستمتد، خاصة أن لا أحد يريد حربًا بين روسيا والغرب وفي الوقت نفسه، ما زال هناك أمل لدى الناتو بأن يهزم روسيا ولن يكون هناك حل حتى تتغير قناعات هذا الحلف".
وخلص الباحث في الشأن الأوكراني إلى القول: "في النهاية سيحل الصراع، لكن معالم هذا الحل من المبكر التكهن بها، ما زالت روسيا تحارب على أراضي دونباس ولم تسيطر عليها بشكل كامل، كذلك ما زال الغرب يضع خطط دعم لكييف طويلة الأمد. وأرى أن الحديث عن حل شامل يمكن أن يبدأ حين تسيطر روسيا على كل دونباس وحين يقتنع الغرب أن الدعم لن يحقق أي نتائج". وكالات