تستعد الولايات المتحدة لظهور المليارات، إن لم يكن تريليونات، من حشرات "الزيز" في 17 ولاية خلال الأيام المقبلة، وذلك في حدث غير عادي لم يسبق له مثيل منذ 221 عامًا.
ومن المقرر أن تبدأ الحشرات الطائرة بالانتشار في فترة تكاثر ستمتد لعدة أسابيع قبل أن تكمل دورة حياتها بالقرب من الأشجار حيث تضع بيضها، بحسب تقرير نشره موقع "فوكس نيوز".
وتعتبر هذه الظاهرة المرة الأولى منذ أكثر من قرنين من الزمن التي تظهر فيها مجموعتان من حشرات "الزيز"، المعروفة باسم الحضنة الـ19 والـ13، في وقت واحد من مساكنهما تحت الأرض.
ويعود آخر ظهور لمثل هذه الظاهرة المتزامنة إلى عام 1803، أثناء رئاسة توماس جيفرسون، مع عدم توقع ظهورها لمرة أخرى حتى عام 2244.
وتتميز هذه الحشرات بأجسامها القوية، وعيونها المركبة الحمراء المنتفخة، وأجنحتها الغشائية، التي يصل طول جناحيها إلى 7.62 سنتيمتر.
ولا تعتبر هذه الحشرات التي يبلغ طولها من 2.54 سنتيمتر إلى 5.08 سنتيمتر مدعاة للقلق، كما أكدت وكالة حماية البيئة (EPA).
وأكد الموقع أن هذه الحشرات لا تشكل أي تهديد للإنسان أو الحيوانات الأليفة أو النباتات، بل هي بمثابة مصدر غذائي حيوي لمختلف الطيور والثدييات، في حين أن نشاطها يساعد في تهوية المروج وتعزيز تنقية المياه ومحتوى التربة من المغذيات.
ورغم أن معظم أنواع "الزيز" تظهر على السطح سنويًا، فإن الولايات المتحدة تعد موطنًا لهاتين الحضنتين اللتين تبقيان في حالة سبات تحت الأرض لمدة 13 أو 17 عامًا.
وتحدث جون كولي، خبير "الزيز" في جامعة كاليفورنيا، عن ندرة الظهور المتزامن، الذي يحدث مرة واحدة فقط كل 221 عامًا، مما يجعل هذا الحدث استثنائيًا في عالم الطبيعة.
وتظهر الحضنة الـ13 في المقام الأول، في دورة مدتها 17 عامًا، في شمال إلينوي وشرق أيوا وجنوب ويسكونسن ومقاطعات مختارة في شمال غرب إنديانا.
وعلى العكس من ذلك، تتبع الحضنة الـ19 دورة أقصر قليلاً مدتها 13 عامًا، مع توزيع يغطي 15 ولاية، بما في ذلك ألاباما وأركنساس وجورجيا وكنتاكي وفيرجينيا وغيرها.
ويشمل التقارب بين هاتين الحاضنتين أجزاء من 17 ولاية، مع ملاحظة التهجين العرضي في مناطق وسط إلينوي وإنديانا.
وخلال فترة حياتها القصيرة فوق الأرض، تضع إناث "الزيز" بيضها داخل أغصان الأشجار الصغيرة، وتضع عادة ما بين 20 إلى 30 بيضة في كل شق وتنتج 400 إلى 600 بيضة طوال حياتها.
وتحدث فترة الفقس عادة من أواخر شهر تموز/يوليو إلى أوائل شهر آب/أغسطس، وبعد ذلك تنزل حشرات "الزيز" وتحفر تحت الأرض مرة أخرى على الفور، وفي حين أن موتها الجماعي يمكن أن تنبعث منه رائحة كريهة، يؤكد كولي أنها لا تشكل أي تهديد للإنسان.
وشبه كولي المشهد المنتظر بظاهرة أكثر ندرة وربما أعلى صوتًا من مرور مذنب هالي، محذرًا من أن الأشجار الصغيرة قد تكون معرضة للخطر بسبب وضع "الزيز" بيضها في فروع صغيرة، الأمر الذي يمكن أن يسبب الضرر، وللتخفيف من الضرر المحتمل للشتلات الناضجة، توصي وكالة حماية البيئة بتغطيتها بشبكة لردع تطفل "الزيز".