حذّر الرئيس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت متأخر من أن الصواريخ الدفاعية في كييف قد تنفد إذا واصلت روسيا حملتها الجوية الشرسة، وجدد دعواته لمزيد من المساعدات العسكرية من الحلفاء.
جاء ذلك بعد أيام قليلة فقط من تحذير ضباط أوكرانيين رفيعين عن خطورة سير العمليات العسكرية على الأرض بسب نقص المعدات، مما يهدد بخسارة الخطوط الأمامية لصالح الروس.
وشدد الرئيس في مقابلة مع هيئة الإذاعة الأوكرانية، على ضرورة زيادة عدد أنظمة الدفاع بعيدة المدى المضادة للطائرات.
كما أشار بشكل خاص إلى الحاجة إلى بطاريات صواريخ باتريوت، قائلا إن هناك حاجة إلى 25 من الأنظمة الأميركية الإضافية.
وأعرب عن احتمال الحصول على تصويت إيجابي من الكونغرس الأميركي على حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 60 مليار دولار، قائلاً "إذا استمروا في ضرب أوكرانيا كل يوم بالطريقة التي اتبعوها في الشهر الماضي، فقد تنفد الصواريخ لدينا، والشركاء يعرفون ذلك”، بحسب صحيفة "بوليتيكو”.
وقال زيلينسكي إن الوضع "سيتحسن بشكل كبير ” مع وصول الطائرات المقاتلة من طراز إف-16، والتي من المقرر أن يتم تسليمها قريبا.
رغم ذلك شدد على أن كميتها لن تكون كافية للحماية الكاملة ضد القنابل الجوية الموجهة، وفق قوله.
ويأتي التحذير بشأن تضاؤل الاحتياطيات الأوكرانية في أعقاب دعوات سابقة من جانب قيادة البلاد لمزيد من صواريخ الدفاع الجوي، وخاصة أنظمة باتريوت الأميركية، للحماية من الضربات الجوية لموسكو.
وكان ضباط أوكرانيون رفيعوا المستوى، قد حذّروا الأسبوع الماضي، من أن الصورة العسكرية للعمليات على الأرض باتت قاتمة، مشددين على أن هناك خطرا كبيرا من انهيار الخطوط الأمامية حيثما يقرر الجنرالات الروس تركيز هجومهم القادم.
وتابع الضباط، بشرط عدم الكشف عن هويتهم، أن التحذيرات الرهيبة التي أطلقها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الأيام القليلة الماضية، من خطورة تبعات تأخير الموافقة على الحزمة المتوقفة من المساعدات والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات قريباً، لم تأت من عبث، إذا أن القوات الأوكرانية باتت فعلاً أمام خطر "العودة والتراجع خطوة بخطوة وبخطوات صغيرة”.
كما أكدوا أنه بفضل الوزن الأكبر بكثير من حيث الأعداد والقنابل الجوية الموجهة التي تحطم المواقع الأوكرانية منذ أسابيع، من المرجح أن تكون روسيا قادرة على اختراق خط المواجهة وتدميره في بعض الأجزاء.
أيضاً رأوا أنه لا يوجد شيء يمكن أن يساعد أوكرانيا الآن لأنه لا توجد تقنيات جادة قادرة على تعويض كييف عن العدد الكبير من القوات التي من المرجح أن ترسلها روسيا بالمقابل.
وشدد الضباط على أنهم بحاجة إلى عدد أكبر بكثير من القوات أيضا، حيث لا يوجد في البلاد حالياً ما يكفي من العناصر على الخطوط الأمامية، وهو ما يؤدي إلى تفاقم مشكلة الدعم الغربي المخيب للآمال، وفق قولهم.
مع ذلك، لم تضغط أوكرانيا بعد على الزناد للتجنيد قبل الحملة الروسية المتوقعة، حيث تشعر السلطات بالقلق من التداعيات السياسية التي قد تترتب على إجراءات التعبئة وسط التهرب من التجنيد.
في حين تقدّر الدراسات أن أوكرانيا بحاجة إلى 500 ألف جندي إضافي على الأقل.