حذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من أن استمرار عملية عسكرة الاتحاد الأوروبي سوف يؤدي إلى إضعاف موقعه في عالم متعدد الأقطاب.
ونقلت وكالة تاس عن زاخاروفا قولها تعليقا على وضع الاتحاد الأوروبي في العالم: "إن المزيد من العسكرة القسرية للاتحاد وقرع طبول الحرب لن يؤدي سوى إلى المزيد من إضعاف موقعه في عالمنا متعدد الأقطاب، والذي بات يحتل الآن محل إملاءات وقواعد الغرب”.
وأضافت زاخاروفا: إن "الأمن هو الأكثر تضررا من الطموحات المتهورة لزعماء دول الاتحاد الأوروبي.. وقد أدت محاولاتهم إلقاء اللوم على بلدان أخرى في أخطائهم الإستراتيجية بشأن السياسة والاقتصاد إلى تصعيد خطير للتوتر في أوروبا والعالم ككل”.
وأشارت إلى أنه "بغض النظر عن المنطقة التي يدخل فيها الاتحاد الأوروبي بمبادراته الانتهازية، فقد أدى ذلك في كل مكان إلى تفاقم الأمور وإراقة الدماء، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن الهدف الحقيقي له ليس التنمية المستدامة بل الحصول على فوائد سياسية واقتصادية أحادية الجانب”.
وذكرت زاخاروفا أيضاً أن الاتحاد الأوروبي "أعطى الأولوية لتعزيز مصالح المليار الذهبي حصريا بأي وسيلة، متجاهلاً تماماً أحد المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة بشأن المساواة في السيادة بين الدول، والتنمية والهوية الثقافية والسياسية”.
وأكدت زاخاروفا أن "العامل الرئيسي الذي يحد من تطور الاتحاد الأوروبي ليس القوى الخارجية أو حتى الولايات المتحدة التي تحاول التخلص من منافسها الأوروبي، ولكن الاتحاد نفسه ببيروقراطيته ومعاييره المزدوجة والجمود الذي لا يسمح بتصحيح الأخطاء التي ارتكبتها”.
وفي موضوع آخر، أكدت زاخاروفا أنه في حالة مصادرة أصول سيادية روسية من قبل الغرب فإن موسكو ستأخذ بمبدأ المعاملة بالمثل، وقالت تعليقاً على تقارير بهذا الشأن: "إن بناء تفاعل تجاري ومالي مستدام مع دول الغرب التي أثبتت عدم موثوقيتها وانحيازها السياسي والتزامها بمعايير مزدوجة أمر عقيم”.
وتابعت زاخاروفا: إن "لولايات المتحدة والدول التابعة لها التي باتت تمر في حالة ما قبل الإفلاس وتحاول ضمان تواصل عمل اقتصاداتها من خلال زيادة الديون والاستيلاء على الموارد المادية للآخرين، تحاول إملاء شروطها على بلدان الأغلبية العالمية التي تعتمد بدرجة أو بأخرى على
الأسواق الغربية وعلى التكنولوجيا والمساعدات المالية والتي لديها أيضاً احتياطيات في دول الغرب، وهي تواجه خطر خسارتها الكاملة إذا احتاج الأنغلوسكسونيون إلى تنفيذ مشاريع أخرى لتنفيذ سياساتهم الخارجية”.