تتصاعد التوترات الجيوسياسية عالمياً، مما يبرز الأهمية الاستراتيجية للممرات المائية الحيوية مثل مضيق باب المندب، مضيق هرمز، قناة السويس، ومضيق جبل طارق. هذه البوابات، التي تقع ضمن سيطرة دول عربية، تلعب دوراً محورياً في توجيه الاقتصاد العالمي.
مضيق باب المندب: البوابة الاستراتيجية
يعد مضيق باب المندب من أهم النقاط الاستراتيجية التي تفصل البحر الأحمر عن خليج عدن والمحيط الهندي، ويعبر من خلاله سنوياً ١٧ الف باخرة تجارية ونفطية. الاضطرابات الأخيرة في هذا المضيق قد أدت إلى تعطيل كبير في تدفق الطاقة العالمية، مما أدى إلى تذبذب أسعار النفط وارتفاع أسعار السلع الأساسية التي تأثرت بشكل مباشر بأسعار الشحن وكلف التأمين البحري.
مضيق هرمز: عنق الزجاجة الاقتصادي
يمر من مضيق هرمز حوالي 17 مليون برميل من النفط يوميًا، وهو ما يمثل نقطة عبور حرجة لـ 22% من السلع الأساسية في العالم. السعودية والعراق والإمارات تعتمد بشكل كبير على هذا المضيق لتصدير نفطها. سيطرة إيرانية مؤخرًا على سفينة تجارية قد تشعل أزمة جديدة بجانب أزمات المنطقة والتي اثرت ايضا على اسعار التأمين والشحن البحري.
قناة السويس: الشريان الحيوي للاقتصاد
قناة السويس، التي تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، تتحكم في حوالي 12% من التجارة العالمية. التقارير في أبريل تشير إلى أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى خسائر تقدر بـ 3.5 مليار دولار بسبب انخفاض حركة العبور.
مضيق جبل طارق: بوابة العالم القديم والجديد
مضيق جبل طارق، الرابط بين أوروبا وأفريقيا، يعبر من خلاله سدس التجارة العالمية و5% من تجارة النفط. أهميته الاستراتيجية تكمن في كونه نقطة عبور حرجة للتجارة بين المحيطين الأطلنطي والمتوسط.
الحلول الاستباقية ضرورة!
الدول العربية المسيطرة على هذه الممرات يجب أن تعي قيمة هذا النفوذ وتستغله لتعزيز استقرار المنطقة ودعم اقتصاداتها.
وآخيراً؛ من الضروري التفكير في حلول لوجستية مثالية وبديلة من الآن، ولا يجب الانتظار حتى تفاقم المشكلات لتحديد استراتيجيات فعالة. يجب تشكيل لجان لوضع حلول لأي سيناريو محتمل يتعلق بإغلاق هذه المضائق.
بقلم نادر شحروري خبير لوجستي وعضو منتدى رجال الأعمال العرب في الصين.