أقر مجلس النواب الأمريكي، يوم السبت الماضي، حزمة مساعدات ضخمة لأوكرانيا، تقدر بمبلغ 61 مليار دولار؛ بهدف دعمها عسكريًا في حربها الدائرة ضد روسيا.
وتأتي حزمة المساعدات السخية في وقت بدأت فيه المدفعية الأوكرانية بالانهيار أمام الهجمات الروسية؛ لشح الدعم المقدم من الحلفاء، لا سيما الولايات المتحدة؛ ما تسبب بخسارة كييف مدينة أفدييفكا، في إقليم دونباس، مثلما تكاد تخسر مدينة تشاسيف يار.
وتعاني كييف من نقص في الدفاعات الجوية والصاروخية؛ ما جعل مدنها ومحطات الطاقة لديها أهدافًا سهلة للضربات الروسية، التي تسببت بإدخال البلاد في أزمة طاقة حقيقية، ففي خاركيف تم تقنين تشغيل التيار الكهربائي؛ إذ لا تأتي الكهرباء سوى بضع ساعات في اليوم.
وفي مشهد يدلل على أزمة السلاح التي تواجهها أوكرانيا، شهدت عدة جبهات أوكرانية استخدام الجنود قنابل دخانية؛ بهدف تمويه الهجمات الروسية، في ظل عدم توفر المضادات الدفاعية لصدها.
ورغم الموافقة السياسية الأمريكية على المساعدات الضخمة، إلا أن وصول أول حزمة من السلاح الأمريكي إلى أوكرانيا قد يحتاج من أسبوع إلى أسبوعين تقريبًا.
ونقلت صحيفة "الغارديان" على لسان خبراء عسكريين قولهم: "قد تمر أسابيع حتى نرى الفرق على أرض المعركة، فوصول السلاح وبدء استخدامه يحتاج وقتا لنبدأ بمشاهدة تأثيره على الساحة".
وفي الجهة المقابلة، رفعت روسيا من إنفاقها الدفاعي لهذا العام، ليصل إلى 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وبدأ الجيش الروسي بالتوسع في استخدام القنابل الانزلاقية البدائية ورخيصة الثمن في معاركه، وهي قنابل ذات آثار تدميرية كبيرة، وتُلقى من الطائرات على ارتفاعات منخفضة، مثلما زاد من استخدام الطائرات المسيّرة.
وفي ظل هذا المشهد، يرى خبراء أن المساعدات الأمريكية الضخمة التي ستصل على دفعات إلى كييف، ليصار إلى استخدامها في ساحة المعركة، لن تساهم سوى في استقرار الموقف الأوكراني خلال العام الجاري، لكنها تهيئ لشن هجوم واسع في عام 2025.
وهذا ما أكده مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، في تصريح نقلته وكالة "رويترز"، فقد قال: "مع الدفعة التي ستأتي من المساعدة العسكرية، عمليًا ونفسيًا، فإن الأوكرانيين قادرون تمامًا على الصمود في 2024، وتحطيم وجهة نظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتعجرفة بأن الوقت في صالحه".
ومع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، استطاعت روسيا السيطرة على الكثير من الأراضي شرقي أوكرانيا، كما كثفت من قصفها لمدن وبلدات خلف الخطوط، لا سيما خاركيف، في ظل تباطؤ الدعم الغربي لكييف.
وكانت المساعدات الأمريكية لأوكرانيا قد توقفت عدة أشهر؛ بسبب اعتراض مشرعين جمهوريين يمينيين على الدعم الأمريكي السخي لها.