عبيدات
يكتب ... في عيد العمال العالمي
نيروز
- بقلم محمد محسن عبيدات
يحتفل العالم أجمع والأردن واحد منها في الأول
من أيار من كل عام بعيد العمال العالمي أو ما يسمى عيد العمل أو التضامن مع الطبقة
العاملة، وتم اختيار هذا التاريخ من قبل العديد من المنظمات العمالية والاشتراكية والشيوعية
من مختلف دول العالم، وتم التوافق بإعلان هذا اليوم عطلة رسمية بعدد كبير من دول العالم،
باستثناء عدد من الدول اكتفت بمنح إجازة رسمية للعمال في هذا اليوم تقديرا لجهودهم،
وكانت بداية الاحتفال بهذه المناسبة في أستراليا في عام 1856 ليعم اليوم كافة دول العالم
بدون استثناء.
جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه
الله ورعاه، يؤكد باستمرار على الدور الكبير للعمال في البناء والتنمية ورفعة
الوطن ، من خلال العديد من الأوراق النقاشية والرسائل الملكية واللقاءات والتصريحات
الإعلامية المختلفة ما بين الحين والآخر، والتي أشار فيها إلى أهمية الاحتفال بعيد
العمال العالمي لأنه يجسد كل معاني الاحترام والتقدير لكافة العمال الأردنيين والعرب
وغيرهم ، وهم أولا وأخيرا صناع الإنجاز في مختلف الميادين، ومساهمتهم الجادة والدؤوبة
في رفعة الأردن جعلته في مقدمة الدول التي يشار لها بالبنان في البناء والتنمية الشاملة
والرقي والازدهار .
إن عيد
العمال العالمي يحتم علينا جميعا أفرادا ومؤسسات أن نعبر فيه عن حبنا وتقديرنا للعمال
الأردنيين في مختلف المهن والقطاعات، ونثمن فيه جهودهم و إنجازاتهم، ونرفع أصواتنا
عاليا نؤكد على حقهم بالعيش بكرامة و بتحسين أوضاعهم المالية بزيادة رواتبهم وعلاواتهم
في العمل، لأن العامل الأردني ما زال يعاني الكثير من التحديات والصعوبات الاقتصادية
والوظيفية، حيث إن الراتب الشهري للكثير منهم لا يكفي لسداد التزاماته الرئيسية من
متطلبات الحياة القاسية في ظل الارتفاعات المحلية والعالمية للأسعار في مختلف السلع
والمواد الغذائية .
في عيد
العمال نسلط الضوء على التحديات التي تواجه عمال الأردن في مختلف القطاعات وأهمها تدني
معدلات الأجور" الرواتب " التي حددتها الحكومة والتي هي بالأساس لا تكفي
متطلبات الحياة الرئيسية في ظل الارتفاعات الجنونية للأسعار، وكذلك من أهم التحديات
عدم توفر فرص عمل مستدامة وعدم تنظيم العمالة الوافدة ساهم بشكل كبير في زيادة معدلات
الفقر والبطالة وخاصة عند الشباب، بالإضافة إلى أن هناك العديد من الانتهاكات والتجاوزات
في الحقوق العمالية فيما يتعلق بعدد ساعات العمل والسلامة المهنية والصحية و حرية التعبير،
والفصل التعسفي، والأمان الوظيفي والعمل بظروف صعبة وغير لائقة .
إن الاحتفال بهذه المناسبة العالمية يؤكد أهمية دور
العمال في البناء والتنمية والازدهار، فالعمال هم اللبنة الأساسية في بناء المجتمعات،
وبأيديهم و بعرق جبينهم صنعوا المنجزات الكثيرة وأهمها العمرانية والبنية التحتية بكل
أمانة ومسؤولية، يواصلون الليل بالنهار بدون كلل أو ملل في سبيل تامين لقمة العيش
لهم ولأسرهم ، وكذلك لرفعة الوطن ومنعته وعزته، ونقول لتلك السواعد والهامات المعطاءة
في خدمة الوطن والمواطن، لكم ترفع القبعات وتنحني الهامات احتراما وتقديرا وعرفانا
لجهودكم الكبيرة والمتميزة في البناء والتنمية والازدهار، ونسأل الله أن يحفظكم وأن
يمتعكم بموفور الصحة والعافية ويعطيكم الخير الوفير الذي تستحقونه وكل عام و الوطن
وقائد الوطن وجميع عمال الوطن بألف ألف خير .
لا مانع من الاقتباس واعادة النشر شريطة ذكر المصدر { وكالة نيروز الإخبارية } الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها فقط. © 2019 - جميع الحقوق محفوظة.