السيدة نيروز الصغير، قصة نجاح ريفية من لواء بني
كنانة في مشروع (ارض الحلوى)
نيروز- خاص – محمد محسن عبيدات
في كل مكان وزمان، لا بد ان نجد اشخاصا تميزوا
عن غيرهم في حب العمل والوطن والانتماء اليه، كرسوا الكثير من أوقاتهم لصناعة
التغيير والابداع والتميز والنجاح، صنعوا الامل والمحبة في قلوب اسرهم واقاربهم
وأصدقائهم وعامة الناس، أحبوا الناس واحبوهم، يؤمنون بان العيش في الحياة لا يكون الا
في العطاء والانجاز والتعاون والتشارك وحب الخير، قنوعين بكل ما لديهم، وما قسمه الله
لهم، وهم مثال يحتذى بهم وقدوة حسنة لكل انسان يسعى للعمل والبذل والعطاء والتميز
والنجاح ونيل الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.
من لواء
بني كنانة وتحديدا من أبواللوقس، نسلط الضوء على السيدة المربية الفاضلة نيروز
محمود حسن الصغير، قصة نجاح حقيقية في صناعة التغيير والتميز والابداع، وتغيير
الصورة النمطية عن المرأة الأردنية، وذلك من قناعتها بضرورة ابراز دور المرأة
الأردنية الريفية في تحقيق وتطوير ذاتها وصناعة الإنجاز، وإبراز شخصيتها في
المجتمع. والصغير هي من سكان منطقة ابواللوقس التابعة لبلدية اليرموك، متزوجه
ولديها 3 ابناء، حاصلة على درجة البكالوريوس في التربية المهنية من جامعة البلقاء - كلية الحصن.
الصغير
تحدثت لنيروز الإخبارية عن مسيرتها العملية والدراسية وقالت: وانا في المرحلة
الثانوية اخترت تخصص انتاج ملابس لرغبتي في هذه التخصص، علما بان معدلي يؤهلني
لدراسة تخصص الفرع العلمي او الادبي، لكن لظروف عائلية ولتخفيف الأعباء المالية عن
والدي رغبت في ان اخوض هذا المجال لان لدي القدرة على التميز والابداع في هذه
التخصص والحصول على منحة لإكمال دراستي الجامعية ، وفعلا والحمد لله حصدت المرتبة
الأولى في هذه التخصص الا ان المنحة ذهبت في اتجاه اخر ولا اعلم السبب في ذلك، ولكن
دائما وابدا الحمدالله على كل شيء. ذهب والدي الى جامعة اليرموك وكان لدي الرغبة
لدراسة تخصص التصميم، الا ان التخصص كان حديثا ولم يتم طرحة ضمن التخصصات، وقمت
بدراسة تخصص تربية الطفل وتخرجت بنجاح من جامعة اليرموك، وما زالت لغاية اليوم
بدون تعيين.
في بداية الامر كان موضوع العمل في صناعة الحلوى
عبارة عن هواية وتم اكتشاف ذلك قبل 3
سنوات اثناء إقامة حفل عائلي بمناسبة ذكرى عيد ميلاد احد ابنائي الصغار ، وقمت
بعمل تشكيلة من الحلوى داخل المنزل ، بالإضافة الى شراء تشكيلة أخرى من محلات بيع
الحلويات الجاهزة، وتفاجأت بان معظم الحضور رغب بتناول الحلوى التي قمت بصناعتها ،
واشادوا بها جميعا ، وبقيت الكميات التي تم شرائها كما هي ، والجميع اصروا عليا
بعمل مطبخ انتاجي لصناعة الحلوى، وفعلا بدأت الفكرة من هذا الموقف ، وبعد ذلك قمت
بمتابعة برامج صناعة الحلويات ومن خلال المواقع على شبكة الانترنت ومواقع التواصل
الاجتماعي، لزيادة مهارتي وقدرتي على صناعة الحلوى بشكل دقيق بدون أي اخطأ، وكنت اهتم
بكل ما يذكر وادون المقادير بدقة متناهية واقوم بالتطبيق العملي في المنزل،
والحمدالله كانت المنتجات في قمة الاتقان والجودة العالية، مما حبا بالجميع من
افراد اسرتي واقاربي على الاستفادة من هذه الموهبة وصناعة الحلويات وبيعها لحين
توفر فرصة عمل رسمية بعد تخرجي من الجامعة.
وقالت
ايضا: مع مرور الوقت قمت بتطوير عملي بصناعة الحلوى باعتماد على نفسي بدون أي
دورات او ورش عمل واقوم بصناعة كميات قليلة وابيعها ضمن محيط الحي من خلال
الأصدقاء والاقارب الذين كان لهم دور كبير في شراء المنتجات والترويج والتسويق لها
بشكل واسع وفي كل مكان، ومع التقدم التكنولوجي قمت بأنشاء صفحة على موقع التواصل
الاجتماعي باسم (ارض الحلوى) للترويج والتسويق للمنتجات، وحصدت الصفحة عدد كبير من
المتابعين، حيث تمكنت من خلال الصفحة بيع كميات كبيرة من المنتجات المختلفة لمختلف
مناطق المملكة من خلال خدمة التوصيل المنزلي ، وتباع المنتجات بشكل كبير داخل
محافظة اربد وتحديدا في لواء بني كنانة ، وأيضا تباع في العاصمة عمان وهذه المنتجات تباع بأسعار مناسبة لأصحاب الدخل المحدود،
وتصنع بمواد ذات جودة عالية وبإتقان، وهذه الأمور ساهمت بشكل في عملية استقطاب
زبائن من مناطق المملكة وخارجها ، فالعمل الجيد يتحدث عنه الناس فيما بينهم، وبذلك
يزيد الطلب على المنتجات وخاصة في المناسبات الاجتماعية.
وأضافت الصغير:
ومع توسع في العمل وزيادة الطلب على منتجات الحلوى، عملت في كثير من الاوقات على استقطاب
عدد من السيدات من الأقارب والأصدقاء لمساعدتي في صناعة الحلوى، حيث قمت بتدريبهم ، والاشراف عليهم اثناء صناعة الحلوى،
حتى تمكنوا من اتقان العمل بشكل جيد جيدا ، وحاليا يعملون معي بكل احترافية في أوقات
ازدياد الطلب في المناسبات المختلفة، وهذه الخطوة كان لها دور كبير على تامين
طلبات كثيرة في وقت واحد ولجهات مختلفة، ومع توسع العمل وزيادة الطلب على شراء
الحلوى والحمدالله، أصبحت الأمور الاقتصادية للمنزل جيدة بالإضافة الى انني استطعت
بشكل كبير تغطية نفقاتي الشخصية وافراد اسرتي بعيدا عن الدخل الشهري لزوجي والذي
يعمل في القوات المسلحة الأردنية .
كان أكثر
شخص يدعم عملي هو والدي وزوجي، وكان الهدف الأسمى هو ان أكون سيدة منتجة وناجحة في
حياتي واعتمد على نفسي، وانا لدي ثقة كبيرة بان المرأة قادرة على البذل، والعطاء، والانجاز،
والنجاح. وأيضا كان لأسرتي كاملة فردا فردا الدور الكبير والهام في التحفيز
والتشجيع والدعم المستمر بمواصلة العمل والانجاز، واليوم كما تشاهد الجميع يساندني
وعلى راسهم والدي ووالدتي وزوجي بالوقوف جنبي اثناء مشاركتي في معرض ايادي اربد
الذي يقام في موقع ابيلا الاثري، وهذا له أكبر الأثر في نفسي ويزيد من حماسي
واصراري على النجاح الدائم والتميز ان شاء الله.
السيد محمد حسن الصغير والد
السيدة نيروز ، اشادة بالجهود الكبيرة والمتميزة التي تبذلها ابنته نيروز وعلاقتها
مع الجميع التي تميزت بالمحبة والشفافية والمصداقية والأمانة في التعامل والكلمة
الطيبة والابتسامة الجميلة التي لا تفارق محياها بالإضافة الى انها من النوع
المثابر وتبذل جهود مضاعفة من خلال الترويج والتسويق على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكالة نيروز الاخبارية تحرص كل الحرص على
دعم اولئك الاشخاص وتسليط الضوء عليهم وذلك تكريما للجهد العظيم الذي يقومون به
وتشجيعا لهم على مواصلة مسيرتهم الحافلة بالإنجازات لخدمة الوطن والمواطن. ومثل هؤلاء
نرفع قبعاتنا تقديرا لهم وتنحني هاماتنا احتراما لجهودهم، ونتضرع لله بأن يديم عليهم
وأسرهم الكريمة الصحة والعافية ما أبقاهم ويمتعهم بأسبابها، إنه نعم المولى ونعم المجيب.