تحت رعاية رئيس حكومة إقليم كردستان العراق السيد مسرور بارازاني إنطلق في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق اليوم الأحد الموافق 5-5-2024 ملتقى التعليم العالي الأردني الكردستاني 2024 تحت عنوان " رسم المستقبل عبر التنمية المستدامة "، والذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأردنية، وذلك بالتنسيق والتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الكردستانية إضافةً إلى هيئة تنشيط السياحة.
وتستضيف مدينة أربيل هذا الملتقى الذي سيستمر أربعة أيام من تاريخ 5-8 من شهر أيار الحالي لعام 2024، حيث يترأس أمين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مأمون الدبعي الوفد الرسمي الأردني الذي يضم في عضويته رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الأردنية وضمان جودتها إضافةً إلى رؤساء الجامعات الرسمية، وعدد من رؤساء الجامعات الخاصة، حيث تشارك (21) إحدى وعشرون مؤسسة تعليم عالي أردنية في هذا الملتقى، إضافةً إلى أعضاء لجنة استقطاب الطلبة الوافدين المشكلة بموجب قرار من مجلس التعليم العالي.
وفي كلمته في افتتاح الملتقى قال رئيس الحكومة في إقليم كردستان العراق السيد مسرور بارازاني إنه لا يمكن بلوغ مصاف الدول والمجتمعات المتقدمة إنسانياً ومادياً دون وجود بيئة آمنة ومستقرة وإدارة ذكية وعلمية ومبتكرة تواكب التطور وتستشرف المستقبل.
وأضاف أنه من دواعي السعادة أن تربطنا علاقات وديّة وطويلة الأمد مع المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني، الذي وقف دوماً إلى جانب إقليم كردستان ودعمه في مختلف المراحل.
وتابع قائلاً يعدّ الارتقاء بمؤسساتنا التعليمية والأكاديمية والنهوض بها من أهمّ أولويات عملنا، ونسعى لجعل جامعاتنا ومراكزنا الأكاديمية تواكب التطور العصري المتسارع، ممّا يسهم في ازدهار بنيتنا التحتية الاقتصادية.
وفي كلمته في افتتاح الملتقى قال أمين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي / رئيس الوفد الأردني الدكتور مأمون الدبعي إن المملكة الأردنية الهاشمية تؤمن إيماناً قاطعاً بالشراكات الفاعلة مع الجامعات الأخرى، وتؤمن بأن هذه الشراكات هي الضمانة الأهم للتحول من جامعات محلية إلى جامعات دولية متقدمة وقادرة، كما نؤمن بأهمية الآخر ونؤمن بأننا لا يمكننا الاستغناء عن بعضنا البعض، وها نحن اليوم في إقليم كردستان العراق الشقيق ننظر لتعاون مثمر وبناء، وأضاف بأن الجامعات الأردنية منها من أصبح يسلك طريق العالمية بخطى جريئة وبإيمان راسخ بضرورة الانفتاح على الآخرين، وإننا نجد هنا بأن جامعات إقليم كردستان هي مرشحة لتكون شريكاً رئيساً لجامعاتنا الأردنية، تُفتح فيها كل الطرق واسعة للتعاون والشراكة المبنية على الاحترام والمصالح المشتركة، ولأن الجامعات الأردنية والحمدلله حققت سمعة أكاديمية مميزة، وكذلك سمعة الخريجين لدى أصحاب الوظائف، حتى غدت بعض الجامعات الأردنية تحتل مواقع متقدمة بين الجامعات العالمية لتكون من أفضل الجامعات على مستوى العالم، كما أضاف الدبعي بأن قطاع التعليم العالي قد شهد خلال خمس وعشرين عاماً الأخيرة منذ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم سلطاته الدستورية تطوراً ونمواً كبيراً يعكس اهتمام القيادة الهاشمية بهذا القطاع الهام الذي يرفد جميع قطاعات الدولة الأردنية بالكفاءات المدربة والقادرة على بناء الأردن الحديث.
كما قدم الدبعي الشكر الجزيل لرئيس حكومة إقليم كردستان السيد مسرور بارازاني على رعايته للملتقى وحضور جلسته الافتتاحية ولجميع المسؤولين الكردستانيين على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، كما توجه بالشكر لكل من ساهم في تنظيم وترتيب إجراءات عقد هذا الملتقى الذي يعتبر فرصة تاريخية لتوثيق العلاقات بين الطرفين مؤكداً على أن الجامعات الأردنية مستعدة لمنح طلبة إقليم كردستان العراق الذين سيلتحقون بالجامعات الأردنية ميزات مقنعة وجريئة ضمن اتفاقيات يتم التوافق عليها، آملاً أن يكون الأردن وجامعاته هي الوجهة التي تمنحها حكومة كردستان الأولية للبعثات الخارجية.
وقد تم خلال اليوم الأول للملتقى توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأردنية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي الكردستانية تسهم في تطوير وتعزيز علاقات المنفعة المتبادلة بين الطرفين، وتعزز التعاون في ميدان التعليم العالي والبحث العلمي كجزء من التعاون مع جمهورية العراق الشقيق، وتكون نواة لعمل مشترك في المستقبل القريب وتبادل الزيارات بين المسؤولين، وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات والكليات، وتشجيع تبادل الوفود العلمية والتعليمية، إضافةً إلى تبادل الخبرات في المجالات الأكاديمية والتقنية والإدارية في مؤسسات التعليم العالي والجامعات ومراكز البحوث، والأهم في هذه المذكرة تبادل المنح الدراسية للطلبة بين الجانبين في برامج وتخصصات مختلفة، كما تم خلال اليوم الأول للملتقى عقد عدد من الجلسات النقاشية شارك فيها رؤساء جامعات وخبراء من أعضاء هيئة تدريس في الجامعات الأردنية في مجالات متعددة هي : الممارسات الفضلى في أساليب تدريس التخصصات الطبية وقدمها معالي الدكتور نذير عبيدات رئيس الجامعة الأردنية، الاعتمادية وضمان الجودة في التعليم العالي وقدمها الدكتور ظافر الصرايرة رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الأردنية وضمان جودتها، البحث العلمي كرافعة أساسية للجودة وقدمتها الدكتورة سلام محادين رئيس جامعة الشرق الأوسط، التعليم المستمر كأحد أهداف الجودة وقدمها الدكتور مأمون عكروش رئيس الجامعة الأمريكية في مأدبا، التدويل في التعليم كأحد دعائم الجودة وقدمها الدكتور عمار المعايطة عميد كلية الصيدلة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، التعليم والتدريب المهني والتقني وقدمها الدكتور اسماعيل الحنطي رئيس جامعة الحسين التقنية، ريادة الأعمال والإبتكار في التعليم العالي وقدمتها الدكتورة عبير البواب/الجامعة الأردنية/عضو خبراء تطوير التعليم العالي، تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي وقدمها الدكتور علاء خليفة/ مستشار رئيس الجامعة الألمانية الأردنية لشؤون الحياة الجامعية، كما سيتم خلال اليومين القادمين للملتقى ترتيب زيارات ميدانية للوفد الأردني لعدد من الجامعات الكردستانية في مختلف المحافظات (محافظة أربيل، محافظة السليمانية، محافظة دهوك) بهدف التشبيك بين رؤساء الجامعات الأردنية والكردستانية وإتاحة الفرصة لهم للتحاور وتوقيع اتفاقيات للتعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي وتبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وعلى هامش الملتقى في يومه الأول التقى بعض أعضاء الوفد الأردني برئاسة أمين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مأمون الدبعي مع دولة رئيس وزراء إقليم كردستان السيد سرور بارازاني بحضور عدد من المسؤولين الكردستانيين، حيث تم خلال اللقاء مناقشة آلية زيادة التعاون بين الطرفين في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم هذا الملتقى يأتي في إطار تنفيذ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للخطة التنفيذية لاستراتيجية استقطاب الطلبة الوافدين للدراسة في مؤسسات التعليم العالي في الأردن للأعوام (2023-2027)، والتي أعدتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون والتنسيق مع شريكها الاستراتيجي هيئة تنشيط السياحة، وأقرها مجلس الوزراء مؤخراً، والتي تهدف إلى تعزيز السياحة التعليمية في المملكة، وزيادة استقطاب الطلبة الوافدين للدراسة في مؤسسات التعليم العالي الأردنية.