عبيدات يكتب، في ذكرى وفاة والدي " ملك القلوب
" المرحوم محسن علي عبيدات
بقلم – الكاتب محمد محسن عبيدات
يصادف اليوم الذكرى التاسعة لوفاة والدي "ملك
القلوب " المرحوم الشيخ محسن علي سالم عبيدات " أبو خلدون ، الذي توفاه الله في
7 أيار 2015، والمرحوم " أبو خلدون " هو الابن الثاني لشيخ مشايخ عشيرة العبيدات
في محافظة إربد المرحوم الشيخ علي سالم اللافي عبيدات " أبو حسني ".
ففي السابع من أيار
من كل عام نستذكر مسيرة والدي الحافلة بالعطاء والإنجاز في مختلف المجالات الحياتية،
والتي كانت البداية منذ التحاقه بقوافل الشجعان والأبطال في القوات المسلحة الأردنية
لمدة تزيد عن 25 عاما ، ومن ثم واصل مسيرة العطاء في الشركة الأردنية السورية للنقل
البري في العاصمة عمان لما يزيد عن 20 عاما ، ومن ثم تابع مسيرته بالعمل الاجتماعي
والتواصل مع الأهل والأصدقاء والأقارب، ومشاركته لهمومهم وقضاياهم ومناسباتهم الاجتماعية
من أفراح وأتراح وغيرها ، وبعد أن تمكن منه المرض اكتفى كعادته بملازمة المسجد في كل أوقات الصلاة وتحديدا صلاة
الفجر التي لم يتغيب عنه يوما حتى توفاه الله .
وكلمة حق بوالدي
، وما عرف عنه من قبل الكثير من زملائه في العمل بأنه قيادي فذ وحكيم في التعامل مع كافة المواقف والقضايا، يقنعك بما يقول،
ويدافع عن رأيه، بمنطق هادف، وروايات تختصر الحكايات، حمل في قلبه الحب والولاء والانتماء
للقيادة الهاشمية والوطن عندما خدم في القوات المسلحة الأردنية بكل أمانة ومسؤولية
وإخلاص ما يزيد عن 25 عام وتقاعد برتبة رائد وكان آخر منصب له مديرا لمكتب الشريف زيد
بن شاكر طيب الله ثراه ، وعرف والدي برجل الثقافة و الأدب، حيث حضر ما يزيد عن ألفي محاضرة ثقافية وأدبية وعلمية
بالإضافة إلى المؤتمرات والندوات وورش العمل في منتدى شومان الثقافي ، ساعده ذلك مكان
سكنه في جبل عمان بالقرب من المنتدى والذي يعد أكبر مجمع ثقافي في الأردن ، واستمر بالتواصل مع الجسم الثقافي لمدة تزيد عن
20 عاما أثناء عمله بمهنة محاسب مالي في الشركة الأردنية السورية للنقل البري .
والدي رحمه الله
، التزم بوقار ورثه عن الآباء والأجداد ، واستند
على إرث من المجد والتاريخ والتميز ، آمن أن
حب الناس والتواصل معهم واحترام الجميع هو السبيل الوحيد للنجاح والفوز بالآخرة ، كان يؤمن بأن العطاء ليس
له زمن ولا حدود، وكان المنصف للحق، ويساعد الفقراء والمحتاجين، ونصير المظلومين، والكريم
والمتسامح واللين والشديد في وجه الظلم، والمتواضع والمحب لكل الناس.
والدي الحبيب بأخلاقه
العالية وابتسامته الجميلة وبصفاء قلبه وبكلماته الطيبة ملك القلوب قبل العقول، فأينما
ذهب أحب الناس وأحبوه، فكان قريب من الجميع، يستمع لهم ويخفف عنهم، ويرفع معنوياتهم،
واستحق بجدارة لقب " ملك القلوب ،حيث كانت كلماته الجميلة والعفوية والراقية تتسلل
إلى قلوبنا باستمرار بدون استئذان ، لن ننساها، فهي ستبقى خالدة في عقولنا، وكالأوسمة
على صدورنا، نعم رحل عنا، لكن ذكراه عالقة في قلوبنا، فيا أيها الغائب عن العيون، الحاضر في القلوب، رحيلك
ابكانا وأدمي قلوبنا، لن تعزينا الكلمات، ولن ننساك، طيب الله ثراك، رحمك الله وأسكنك
فسيح جنانه مع الشهداء والصديقين والأبرار.