كلنا يعلم معنى (قرضة ودَين) سواءً كان الأمر مادياً أو معنويا ً أو تأدية واجب فالدَين يبقى دَين ولا يسقط إلا في حال سداده وهنا نستطيع أن نقول:(أغلق الملف) الا في حالة واحدة هي الانتخابات فلا تعرف الدائن من المدين…. فمثلاً تكون قد وقفت مع مرشح (ما) في انتخابات نيابية او بلدية أو نقابية فأنت هنا حكماً (الدائن) و(المدين) هو المرشح فان قدم لك خدمة فيما بعد فقد سد دينه وبالتالي فقد (أغلق الملف) ولكن العجيب في الأمر هذه الأيام أن غالبية او معظم من تكون قد انتخبتهم يعتبرون ما قدموه لك من خدمة هو (دَين) وليس (سداد دَين) لموقفك ووقفتك معه سابقًا والمطلوب منك سداده.
هنا تظهر الأخلاق للدائن والمدين أي للمرشح والناخب.
نعم هي هذه الانتخابات وجانبها المظلم وسماتها المعروفة التي تطغى عليها المصلحة الشخصية والمصلحة الخاصة المخفية على الأخلاق ….ولكن الفوز في أي انتخابات هو فوز دنيوي مؤقت ويبقى الفوز الحقيقي من حافظ على أخلاقه وما ينبع عنها من قيم ومبادئ فهي الباقية التي لا تزول …. فكم ممن فازوا بهذه المناصب ممن خسر دينه وأخلاقه ومصداقيته .. لا بل زيادة على ذلك لم يرضي من انتخبوه لأن سقف الوعود التي أطلقها كان كبيراً ولم يستطع تحقيق ولو الجزء اليسير منها.
نرى الكثير ممن كانت سيرته وسمعته ترفع الراس ورصيده كبير من محبة الناس هذا قبل لا ينجح ويستلم مهامه ويطبق نشاطاته وأفعاله…ولكن للأسف قد فقد هذا كله بعد ما ترك الكرسي( طبعًا إلا من رحم ربي).
لذا يجب أن يدرك الإنسان أن الدنيا ومناصبها فانية خاصةً هذه الأيام.
لذا تأكد عندما تدلي صوتك بأنك لا ترمي ورقة لن تؤثر على النتيجة كما تعتقد.. بل يجب أن يكون لديك اليقين بأنك بهذا الصوت تسهم في صناعة مستقبل وطن بافرازك وانتخابك من يستحق(إن وجد) ….. واعلم أن الصوت أمانة ووطنك يستحق أكثر.