يستعد قادة النيجر وبوركينا فاسو ومالي لإعلان اتحاد كونفدرالي بهدف توحيد الجهود في مواجهة الجماعات المسلحة، وتحقيق التكامل الاقتصادي بين هذه الدول التي رفضت التحالف مع فرنسا.
وقبل أيام التقى وزراء خارجية هذه الدول، وأعلنوا أنهم اتفقوا على الصيغة النهائية لخطة تشكيل الاتحاد، فيما أفاد مصدر سياسي نيجري مطلع بأن الإعلان النهائي عن "الكونفدرالية" سيكون عبر توقيع معاهدة بين الدول الثلاث.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته ، "إنّ الهدف من هذا الاتحاد سيكون تعزيز التعاون الأمني وتبادل المعلومات الاستخبارية، وتحقيق تعاون في المجال الاقتصادي والتخلي نهائيا وبشكل موحد عن اعتماد الفرنك الأفريقي الذي ترى فيه دولنا استمرارًا للوصاية والاستعمار الفرنسي".
وشدد على أن بنود المعاهدة تؤكد على ضرورة استدعاء دول أخرى لهذا الاتحاد، أيادي الجميع ممدودة للارتقاء بالمنطقة والعبور نحو أوضاع أفضل على الأصعدة كافة".
ويأتي هذا التحرك في وقت كانت قد تخلت فيه مالي وبوركينا فاسو والنيجر عن تحالفها القديم مع فرنسا، وفتحت أذرعها لروسيا التي أرسلت هناك قوات من مجموعة فاغنر شبه العسكرية.
من جانبه، قال المحلل السياسي المالي قاسم كايتا، "إن بلداننا تريد بالفعل الحفاظ على قراراتنا السيادية والنأي بها عن فرنسا، وأعتقد أنه طالما هناك تناغم على مستوى المواقف فإن بإمكان الاتحاد الكونفدرالي الجديد والمرتقب أن يحقق أهدافه".
وأوضح كايتا أن هذا الاتحاد يأتي استجابة لرغبة شعبية ولا أستبعد أن يتم أيضًا استبعاد الفرنسية كلغة رسمية وهو أمر بدأ بالفعل في بوركينا فاسو مثلا، هناك مساعٍ مكثفة للابتعاد عن فرنسا والمضي نحو خيارات بديلة".
أما المحلل السياسي محمد الحاج عثمان قال، "إن الكونفدرالية الجديدة في طريقها إلى أن ترى النور لكن هل ستنجح؟ أعتقد أن المحك الحقيقي هو مدى مواصلة الصمود بوجه العقوبات الغربية وغيرها، خاصة تلك التي تستهدف بلادنا".
وأضاف عثمان ، "أن التحدي الآخر سيكون إقناع المزيد من الدول المجاورة مثل تشاد بالتخلي عن تكتلات إقليمية أخرى مثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) والانضمام للاتحاد وهو أمر في المتناول، لاسيما أن هذا الاتحاد لن تكون هناك شروط معقدة للانضمام عليه".
وشدد على أن "مسألة إقناع الدول بالانسحاب من إيكواس تأتي أهميتها من كون مثل هذه التكتلات أصبحت للأسف أذرعًا لفرنسا، ونحن نريد بناء جديدا يراعي مصالح شعوبنا".