كتب رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، مقالا بمناسبة عيد الاستقلال الـ 78، أكد فيه أنه وفي صُلب الحديث عن الاستقلال ونتاجاته وثماره، فلا بُد من الإشارة إلى أن قطاع التعليم العالي الأردني مُتمثلاً بالجامعات شهد تطوّراً نوعياً في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني، منجزات أثرت المُحيط وأسهمت في رفد الوطن والعالم العربي بالكفاءات والقُدرات.
وأضاف أنه ثمة الكثير من التحديات التي يجب الوقوف عندها في ظل السعي الى إيجاد مُعالجات تضمن وتحافظ على ثمار الاستقلال، مؤكدا أن هذا القطاع يحتاجُ إلى الكثير من القائمين عليه كإعادة هيكلته بما ينسجم والاحتياجات الوطنية.
وتاليا نص المقال:
يحتفلُ الأردنيون في الخامس والعشرين من شهر أيار من كُل عامٍ بذكرى الاستقلال المُبارك، هذا اليوم الذي تتجددُ فيه مَعاني الاعتزاز والفَخر، بمُنجزاتٍ الأردن التي تحكي قصة وطنٍ بناهُ الهاشميونَ بإرادة وعزم وشجاعة، وشيّده الأردنيونَ وحافظوا عليه بانتمائِهم وسعيهم ودأبهِم والتفافهِم حول القيادة الهاشمية، التي تحظى بشرعية تاريخية ودينية ودستورية وشعبية عزَّ نظيرُها، ليتشكَل بناءُ الوَطن ولتنهضّ مؤسساته.
فبعزيمة وشجاعة ملكٍ شاب وبتضحيات وإرادة شعبٍ حُرّ تحقق استقلال الأردن وتمت السيادة الكاملة له، على يد "الملك الباني" الحُسين بن طلال طيّب الله ثراهُ، بعد أن وطّدَ أركان الاستقلال الملك المؤسس الشهيد عبدالله بن الحسين رحمه الله عام ١٩٤٦ لتبدأ بعدها مسيرة حافلة من الإنجازات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والدبلوماسية والعسكرية والأمنية والتنموية، وليبني الملك الراحل الحسين رحمه الله، دولة ناجحة بكل المقاييس حيث لمس المواطن الأردني وعاش تحولاتها ونقلاتها النوعية، واستطاع الارتقاء بالأردن من بلدٍ محدود الموارد إلى بلد يمتلك القدرات والخِبرات والكفاءات التي ساهمت في تنمية وتطوير العديد من دول الإقليم والعالم.
واستمرت المسيرة واستطاع "الملك المُعزز" جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين" حملَ الأمانة بكُلِ عزيمةٍ واقتدارٍ مواصِلاً على خُطى الهاشميين الأبرار، مُعزِزاً لثوابت الاستقلالِ واستحقاقاته في ظلِ تحدياتٍ صعبةٍ ومُتشابكة تمرُ بها المنطقة والإقليم، ليصنعَ دوماً بحكمته الوازنة ورؤيته الثاقبة فُرص التحسين والتطوير بما يخدم الأهداف والمصالح الوطنية العليا للأردن، يسيرُ على خُطاه ولي عهده الأمين الأمير الشاب الحُسين بن عبدالله الثاني، الذي تربى في مَدرسة الهاشمين الأطهار.
وفي صُلب الحديث حول الاستقلال ونتاجاته وثماره لا بُد من الإشارة إلى أن قطاع التعليم العالي الأردني مُتمثلاً بالجامعات قد شهد تطوّراً نوعياً في عهد جلالته ومُنجزاتٍ أثرت المُحيط وأسهمت في رفد الوطن والعالم العربي بالكفاءات والقُدرات، ولكن ثمة الكثير من التحديات التي يجب الوقوف عندها في ظل السعي الى إيجاد مُعالجات تضمن وتحافظ على ثمار الاستقلال فهذا القطاع يحتاجُ الكثير من القائمين عليه كإعادة هيكلته بما ينسجم والاحتياجات الوطنية، ومُعالجة أوجه الخلل أينما وُجدت وتعظيم المنجزات، لتعزيز الأداء وتنمية الجامعات والعمل على تجويد الأنظمة، وتفعيلِ تبادل الخبرات وتقديم أفضل الممارسات، وسلك سبُل التطوير والتحديث المستمر لمواكبة مستجدات جودة التعليم العالي الدولية ومتطلبات التنمية المُستدامة، وتقديم أفضل السياسات والمُمارسات والعمل على تطبيقها بدرجة عالية من الجودة.
أما جامعةُ اليرموك أحد أهم جامعات الوطن فتعبيرها في الاستقلال هو تعبيرٌ يُترجَمُ من خلالِ مُنجزاتها التي تؤمن بها وتسيرُ قُدُماً في تحقيقها على كافة المسارات على مستوى التطوير الأكاديمي والبحث العلمي وخدمة المُجتمع وإفادته على المستوى المحلي والانطلاق الى المُجتمع العربي الكبير، فضلاً عن مساعيها الدائبة والطموحة نحو العالمية، في جهود جادّة وحثيثة في مجال التجويد ومُتابعة كل ما هو مُجارٍ لركب التطور الحضاري والتكنولوجي والعلمي، ومتابعة التميّز في حقول المعرفة.
وقد خطت "اليرموك" خُطواتٍ مدروسة وجادة اثمرت إنجازاتٍ كثيرة مُحققةً تقدماً مشهوداً في ترتيبها العالمي في التصنيفات العالمية التي تعتمد مؤشراتٍ رئيسة هامة وهي السمعة الأكاديمية، وتقييم المُشغلين وأرباب العمل، ونسبة الاستشهاد للأوراق العلمية المنشورة من قبل المؤسسة، ومعامِلات التأثير البحثي وكذلكَ البحوث الدولية المُشتركة.
واننا ليَحدونا الفخر والاعتزاز بما حققته الجامعة من تقدُّم وتطور طيلة سنوات مسيرتها المباركة، واستدامة تميّزها مما عكسَ قدرتها على مواكبة المسُتجدات العالمية في مجال التعليم الحديث، وإعداد وتأهيل أجيال قادرة على بناء المستقبل والانخراط في سوق العمل الإقليمي والدولي على حدٍ سواء، وما هذا التقدّم إلا ثمرة لجهود كبيرة ومتكاملة لأبنائها من أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية في مختلف الكليات، نتيجة لعمليات تحديث وهيكلة شاملة لعملية التعليم والتعلم في الجامعة، ابتداء من مراجعة الخطط الدراسية للتخصصات الأكاديمية وتحديثها، وتوفير المختبرات والأجهزة العلمية، والأساليب التدريسية، ودعم البحث العلمي في مختلف الحقول العلمية، وكل ما من شأنه أن يؤثر إيجابا على سمعة الجامعة وتميزها الأكاديمي.
واستكمالاً لمسيرة التجويد فإننا سائرون في اليرموك في عمليات التجديد والتطوير، والنهوض بطرائق التدريس في ظل ثورة التكنولوجيا والرقمنة، وتطوير المُحتويات الدراسية وتحسين أساليب التعليم والتعلُّم، وتفعيل استفادة الجامعة كمؤسسة تعليم عالٍ ذات نظرة استشرافية من استخدامات شبكة المعلومات الدولية للأغراض التعليمية والحصول على تعليمٍ فعال، وتعميق الاستفادة التربوية والأكاديمية، وتوفير فرص تعليمية مُثرية للطالب وتطوير مهاراته الى أبعد من مُجرد تعلُّم المحتوى المُتخصص، فضلاً عن المساعي الحثيثة في توفير فرص التعلُّم دون الانحسار في الغرف الصفيّة، بل التركيز على المهارات والأنشطة اللامنهجية لصقل شخصية الطالب وتعزيز نمائه الاجتماعي، نريد أن نعطي دوراً جديداً للمُدرس الجامعي، ليكون مُرشداً ومُوجهاً بالتزامُن مع تطوير مهاراته الأكاديمية والمهنية.
وفي الختام الاستقلال مُنجز عظيم وكبير يحتاج الحفاظ عليه وعلى مكتسباته، نُبارك للوطن وللشعب الأردني وللقائد المُفدّى صاحب الجلالة الهاشمية المَلك عبد الله الثاني ابن الحُسين المُعظّم حفظه الله وأعز مُلكه، ونعاهده دوماً وأبداً بأن نكونَ جنوداً أوفياء مُخلصين نذودُ عن حِمى الوطن ونفديه بالمُهج والأرواح ونترجم رؤاه في مواقع العمل والبناء مخُلصين لهذا الثرى المُبارك على الدوام، ونباركُ لولي العهد الأمير الحُسين بن عبد الله الثاني عَضد سيّد البلاد.
وكُل عام والأردن بأفراحٍ ومسرّات ينعمُ بالأمن والأمان والرفعة.