صاعدت التحذيرات الدولية والغربية اليوم الاثنين من تداعيات الهجوم الإسرائيلي المحتمل على رفح جنوبي قطاع غزة، بعدما وجّه الاحتلال إنذارا لتهجير سكان المناطق الشرقية بالمدينة،وفق يورنيوز الإخبارية .
وقال مسؤولون وخبراء إن اجتياح رفح سيؤدي إلى كارثة جديدة، وفصل آخر من القتل والمجاعة في غزة، محذرين من عدم وجود مكان آمن يلجأ إليه السكان والنازحون، الذين يُقدر عددهم بحوالي 1.4 مليون نسمة.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن الفلسطينيين النازحين في رفح يعيشون في وضع سيء جدا، مؤكدة أن التهجير القسري للسكان المدنيين يشكّل جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
وقال قصر الإليزيه، في بيان، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى أمس الأحد اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد خلاله معارضة باريس الشديدة للهجوم على رفح، وضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كامل وعلى الفور.
أما الحكومة الألمانية فحذرت من شن عملية برية واسعة في رفح، مشددة على ضرورة الحيلولة دون وقوع مأساة إنسانية هناك.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية كاثرين ديشاور، خلال مؤتمر صحفي في برلين، إن هناك أكثر من مليون إنسان في رفح بحاجة إلى الحماية والدعم الإنساني.
وحذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني من أن الهجوم على رفح سيفتح صفحة جديدة من المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة.
وأضاف في منشور على منصة إكس أن الهجوم سيجعل من الصعب إيقاف انتشار المجاعة في المنطقة، مؤكدا في الوقت نفسه أن الأونروا ستظل في رفح قدر الإمكان، وستواصل تقديم المساعدة.
كما حذرت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي من أن الهجوم على رفح سيكون مجزرة كاملة.
وقالت ألبانيزي، إن الحرب المستمرة على غزة منذ 7 أشهر هي "هجوم على سكان محاصرين في منطقة كثيفة السكان"، مشيرة إلى تدمير70بالمئة، من البنية التحتية.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن نحو 600 ألف طفل في رفح مهددون بـ"كارثة وشيكة جديدة"، داعية إلى عدم ترحيلهم بالقوة.
وقالت مديرة المنظمة كاثرين راسل إن رفح الآن مدينة أطفال، وليس لأطفالها أي مكان آمن في غزة يلوذون به، وإذا بدأت عمليات عسكرية واسعة، فلن يتعرض الأطفال لخطر العنف فحسب، بل أيضا للفوضى والذعر، وهم أصلا منهكون جسديا ونفسيا.
وأعربت المنظمة الدولية للهجرة عن قلقها العميق بشأن تهجير سكان غزة قسرا من رفح، حيث لا يوجد مكان آمن للجوء إليه.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في منشور على منصة إكس، إن أوامر إسرائيل بترحيل المدنيين من رفح غير مقبولة، وتنذر بمزيد من الحرب والمجاعة.
وقالت مؤسسة أكشن إيد إن إجبار أكثر من مليون فلسطيني نازح في رفح على الرحيل دون وجود وجهة آمنة ليس أمرا غير قانوني فحسب، بل سيؤدي إلى عواقب كارثية.
وأضافت أن فرقها الإغاثية تبلغ بوجود "بعض أقسى الظروف في الذاكرة الحديثة، مع انتشار المرض والمجاعة والفوضى، ولنكن واضحين، لا توجد مناطق آمنة في غزة.